دعا الشيخ محمد المأمون القاسمي، شيخ زاوية الهامل، إلى إعادة كتابة التاريخ بمنهجية تتجرّد عن الذاتية وتتسم بالموضوعية والاستقلالية. وطالب الشيخ القاسمي في كلمته الافتتاحية لندوة ''دور الزوايا في الحفاظ على الهوية الوطنية أثناء الاحتلال وبعد الاستقلال وإسهامها في تبليغ رسالة الشهيد إلى الأجيال'' المنظمّة من قبل مشيخة الزاوية القاسمية الهامل، بالتغيير المنشود، والّذي تبدأ خطواته -في نظره- بتصحيح الانحرافات والتصالح مع الذات والعمل لبناء المستقبل على أسس متينة وقواعد صحيحة ترتكز على القيم الروحية والوطنية. الدكتور بوعمران...الزوايا وقفت سدًّا منيعا في وجه مخططات الاحتلال أكّد الدكتور بوعمران رئيس المجلس الإسلامي الأعلى، أنّ الزوايا كانت المعاقل الحضارية والقلاع الحصينة التي وقفت سدًّا منيعا في وجه مخططات الاحتلال، مستشهدًا بكتابات الأجانب التي تناولت الدور المتميّز للزوايا وقياداتها الروحية في المقاومة والجهاد وتصدّيها لمحاولات طمس الهوية الإسلامية للشعب الجزائري. الدكتور ولد خليفة...ما كُتِب عن الثورة هو مجرد سيرة ذاتية أو ردود أفعال عما كتب عنها بينما تناول الدكتور محمد العربي ولد خليفة رئيس المجلس الأعلى للغة العربية، الأدوار التاريخية التي اضطلعت بها الزوايا في المحافظة على مقومات الأمة ومنها لغة القرآن باعتبارها مقومًا أساسيًا للشخصية الوطنية. ونفى ولد خليفة وجود خزانة وطنية للتاريخ، وقال لا يوجد -في نظره- إلى حد الآن تاريخ علمي للجزائر وثوراتها الجهادية. وأشار أن ما كُتِب عن الثورة التحريرية هو مجرد سيرة ذاتية أو ردود أفعال عما كتب عن الثورة، واعتبر أنّ مرجعيات الكتابة التاريخية في الجزائر هم في الغالب من كُتّاب ما وراء البحر الأبيض والمحيط الأطلسي. من جهته، تطرّق الشيخ الطاهر آيت علجت إلى رسوخ القيم الروحية والوطنية في نفس الشعب الجزائري، وهي القيم التي كانت الباعث على الجهاد وطلب الاستشهاد. الدكتور قاهر...الشهيد العقيد عميروش لم يكن يشعر بالأمان إلاّ في الزاوية وقدّم الدكتور محمد الشريف قاهر رئيس لجنة الفتوى بالمجلس الإسلامي الأعلى أمثلة مشرّفة عن زوايا منطقة الصومام التي كانت معقلاً لمقوّمات الشعب الجزائري منذ تأسيسها قبل قرون، مذكّرًا بأن الشهيد العقيد عميروش، لم يكن يشعر بالأمان ويضع سلاحه ويطرح ثيابه إلاّ حين يكون بالزاوية حيث تطمئن نفسه ويرتاح باله. بينما رَدَّ الأستاذ السعيد معوّل على المشكّكين في هوية الشعب الجزائري بإعطاء أمثلة تاريخية حيّة لالتفاف الشعب حول ثوابته وقيمه الحضارية ودور الزوايا في تعزيز هذه المقومات، ودعا إلى أرضية مشتركة بين الجزائريين، تكون صمّام أمان لوحدة الوطن وتماسك المجتمع وانسجامه.