تفشت ظاهرة السرقة بمدينة تيبازة بشكل خطير يدفعنا إلى دق ناقوس الخطر ، خصوصا في الوسط الحضري، أين يتحيّن السارق الفرصة لينقض على فريسته في الحافلات أو في الأسواق العامة وسط الزحام ، و حتى في عقر دارك ، أين يجعلك تحت طائلة التهديد بالسلاح الأبيض ، ليسرق كل ما خف وزنه و غلت قيمته، و لعل أكثر ما يثير الغرابة أنه في كثير من الأحيان يقف المارة مكتوفي الأيدى في حالة تعرض أحدهم للسرقة على مرأى منهم، و يكتفون بترديد عبارات التأسف على الضحية ، الذي يتردد هو الآخر في التبليغ عن سارقه خوفا من انتقام محتمل. روبرتاج : إيمان.ق في بعض الأحيان وبدون وعي منك تجد نفسك تنصف السارق و أنت في قمة غضبك على غلاء المعيشة ، و تجد نفسك تقول "والله الموظف البسيط ما يقدر على غلاء الأسعار، كيفاش يدير الإنسان العاطل ، والله عندو الحق السارق يسرق في هذي الأيام"، بهذا تكون قد وجدت عذرا للسارق دون وعي منك . و في هذا الصدد سنحاول التطرق إلى أهم القضايا التي جرت في مختلف بلديات مدينة تيبازة ، و التي عالجتها المحاكم ، إلى جانب التحليلي النفسي للظاهرة و رأي رجال القانون فيها . عصابات تستهدف سرقة السيارات خلال دورية قامت بها عناصر الأمن بدائرة بواسماعيل ، لفت انتباههم سيارة من نوع" تويوتا هيليكس" متوقفة وقربها شخصان سرعان ما لاذا بالفرار بمجرد رؤية الشرطة، وبعد الاقتراب من السيارة ، اتضح أنه بداخلها شخص ، يتعلق الأمر بالمدعو "ط.ب"49 سنة ، وبعد تفتيش المركبة تم العثور بداخلها على نازع للمسامير، مفك براغ، قطع حديدية و3 مفاتح ميكانيكية ووثائق . وخلال تمشيط المكان تم العثور على مركبة من نوع"هيونداي اكسنت" صاحبها"ب.م" محطم زجاجها وتوصيلاتها الكهربائية مخربة ، مما يدل على أنها كانت ستتعرض لعملية سرقة.وبعد مساءلة السائق حاول التهرّب إلا أنه سرعان ما اعترف بمرافقة كل من"ر.م" و"ت.م" ليلة الواقعة من بلدية حطاطبة إلى غاية بلدية بواسماعيل بغرض سرقة سيارة ، وفي الوقت الذي بقي هو بالحي لحراسة المكان توجه "ر.م" و"ت.م" لسرقة سيارة "هيلكس" و فور ما لمحا رجال الأمن لاذا بالفرار. وأضاف السائق أنهم قاموا بسرقة سيارة من نوع "تويوتا هيليكس" رمادية اللون قرب فندق الماجن بعين الدفلى وقد تم تحويلها إلى محل باركينغ يقع بخميس مليانة ملك للمدعو"ر.ع". ، وبعد انتقال مصالح الأمن تم حجز المركبة ، كما عثروا على سيارتين من نوع"كيا" مسروقتين ودراجات نارية، حيث تم توقيف بعين المكان كل من"ر.م" وشقيقه"ر.ع" ومعهما المدعو"ز.ب" ، كما كشف المدعو"ط.ب"عن هوية باقي أفراد العصابة ، يتعلق الأمر بكل من"م.م" "ه.خ" المتواجدين في حالة فرار ، والذين ينحدرون من ولاية عين الدفلى ، ولثبوت جنحة تكوين جماعة أشرار والسرقة بالتعدد في حقهم التمس وكيل الجمهورية في حق أفراد الشبكة توقيع عقوبة 7 سنوات حبسا نافذا و700 ألف دج غرامة مالية ، و الجدير بالذكر أن عصابات سرقة السيارات كثرت في وقتنا الراهن ، و بات انتشارها كانتشار الفطريات . يفرّ بمركبة جارته بعد ركوبها لسماع الموسيقى وقائع قضية الحال تعود إلى شكوى قيدتها يوم 14 سبتمبر من السنة الماضية المسماة "ب.م.أ" لدى مصالح أمن دائرة بواسماعيل ، بخصوص سرقة سيارتها من نوع"كيا بيكانتو". حيث أفادت أنها توجهت في نفس اليوم لزيارة صديقتها بمدينة بواسماعيل ، ولما وصلت ركنت مركبتها أمام مقر بيتها الكائن بحي الكتيبة العمارية ودخلت، وبعد فترة تقدم منها ابن صديقتها"م.م"27 سنة وطلب منها منحه مفاتيح المركبة لإعادة ركن السيارة بطريقة سليمة إلا أنها رفضت، ليعود إليها مرة ثانية ويطلب منها السماح له بسماع الموسيقى داخل سيارتها فوافقت بعد تردد، لتتفاجأ بعدما خرجت في حدود الخامسة مساء باختفاء سيارتها، فقامت مباشرة بالاتصال به، إلا أنه قام بإغلاق هاتفه ليقودها توترها إلى أقرب مركز أمني وتبلغ عنه. غير أن الشاب ضبط على مستوى حاجز أمني بمدخل مدينة بوهارون وتم إيقافه، وبعد استجوابه من قبل الشرطة تم تقديمه أمام وكيل الجمهورية بمحكمة القليعة ، الذي أودعه الحبس المؤقت وتابعه بجنحتي السرقة والقيادة بدون رخصة، حيث صرح المتهم يوم المحاكمة أنه لم تكن لديه نية السرقة ، ومن جهتها الضحية تنازلت عن الشكوى . المجوهرات و العملات الأجنبية أكثر ما يسيل لعاب اللص من بين القضايا التي يستهدف فيها اللصوص المعادن الصفراء و العملات الأجنبية ، نذكر قضية قيدت فيها الشكوى ضد مجهول ، حركها الضحية "ح.ع" شهر سبتمبر الفارط ، أفاد فيها أنهه خلال تغيبه عن المنزل لقضاء عطلة بمدينة تلمسان، بلغه صهره الذي توجه لتفقد منزله بوقوع عملية سرقة ، حيث عاد مسرعا إلى مقر مسكنه بخرايسية ، أين تفاجأ بالأقفال الخارجية للباب محطمة ، وبكل الأثاث مبعثرا، كما سجل اختفاء مبالغ معتبرة من المال منه 1280 أورو وعملات أجنبية مختلفة، جهاز إعلام آلي ، حامل مغناطيسي،سلسلة،أقراط ، سوارين وخاتم من معدن الذهب. مصالح الدرك بعد تحرياتها ألقت القبض على جار الضحية البالغ 21 سنة من العمر ويدعى"ب.ت" ، حيث اعترف بتنفيذ السرقة خلال فترة الظهيرة بمساعدة المدعو"ب" ، وأنهما قاما بالضغط على زر الباب مرات عديدة، ولما لم يفتح أي أحد تأكدا من أن أهلها غائبون، فقاما بتحطيم الباب بعصا حديدية ، وبعد السرقة باعوا المسروقات ب10 آلاف دج بباب الوادي . .. حتى المحلات لم تسلم من أيادي اللصوص تمكنت فرقة الشرطة القضائية بأمن دائرة شرشال مؤخرا ، من تحديد هوية السارقين المبحوث عنهما إزاء عملية سطو تعرض إليها أحد المواطنين بشارع باستور بمدينة شرشال في تيبازة "ت . ع "، 18 سنة، أعزب ، بدون مهنة ، المقيم بشرشال رفقة المدعو" م . ي" ، 20 سنة، أعزب ، بدون مهنة ، المقيم بنفس المنطقة . تفاصيل الواقعة تعود إلى تاريخ 13 نوفمبر عندما تقدم إلى مناوبة أمن دائرة شرشال المدعو"ب . ف"، 40 سنة ، تاجر، المقيم بشارع باستور شرشال ، قصد تقيد شكوى ضد مجهولين ، نتيجة وقوعه ضحية السرقة بالكسر من داخل محله التجاري المتمثل في بيع التبغ وأدوات التجميل ، كمية معتبرة من التبغ وكمية أخرى من أدوات التجميل ، وثلاثة أجهزة هواتف نقالة ومبلغ مالي يقدر ب 20 ألف دينار جزائري . التحليل النفسي لشخصية اللصوص حسب النفسانيين من وجهة النظر النفسية ، تقول مباركي خديجة إن معظم الذين يرتكبون السرقات ويستمرون في ذلك هم من الشخصيات المنحرفة التي يطلق عليها المضادة للمجتمع أو" السيكوباتية " ، وعادة ما يكون الذين يقومون بالتخطيط لعمليات السطو الكبيرة والذين يتزعمون عصابات منظمة للسرقة من الشخصيات السيكوباتية التي تتمتع بذكاء وقدرة على السيطرة على مجموعة من الأفراد ، يخضعون لهم وينفذون أوامرهم ، أما الأفراد الذين يقومون بالتنفيذ فقط ولا يخططون لجرائم السرقة المعقدة، فإنهم نوع آخر من الشخصية المضادة للمجتمع من محدودي الذكاء ، يطلق عليهم النوع السلبي العدواني الذي يمكن السيطرة عليه وتوجيهه ، ويشترك هؤلاء في أنهم لا يشعرون بأي تأنيب من ضمائرهم حين يقترفون أعمالا خارجة عن القانون أو الأعراف الاجتماعية ، وكثير منهم لديه مشكلات في العمل ، واضطراب في علاقات الأسرة والزواج ، ومشكلات مالية ، وتاريخ سابق للاحتكاك بالقوانين نتيجة لأعمال إجرامية مشابهة . والعلاقة بين السرقة و إدمان المخدرات والكحوليات وثيقة ، حيث يقوم المدمنون بالسرقة للحصول علي المال اللازم لشراء المادة المخدرة التي يتعاطاها ، وكذلك فإن الشخص تحت تأثير المخدرات والكحول يمكن أن يقدم علي ارتكاب الجرائم ، ومنها السرقة بجرأة أكبر دون تقدير للنتائج ، و يتطلب الأمر وضع حل لانتشار جرائم السرقة لمنع آثارها السلبية ، حيث يؤدى إلى افتقاد الشعور بالأمن، نتيجة للقلق المرتبط باحتمال فقد الممتلكات . 1581 قضية سرقة سجلتها مديرية الأمن بتيبازة في السنة الماضية أحصت مديرية الأمن لولاية تيبازة في تقريرها حول حصيلة الإجرام التي وقعت في السنة الماضية ، 2089 قضية مسجلة ، من بينها 1083 قضية منجزة ، و أوضحت مليكة لعويلم ، المكلفة بالإعلام و الاتصال بالمديرية ، أن قضايا السرقة العادية قدر عددها ب 1236 قضية مسجلة ، بحيث أنجز منها 590 قضية ، أما السرقات الموصوفة فتم إحصاء 345 قضية، من بينها 162 قضية منجزة . جريمة السرقة و العقوبة المقررة لها في القانون الجزائري : تعتبر جنحة السرقة من بين الجرائم الشائعة في المجتمع الجزائري ، و التي وضع لها المشرع مواد قانونية صارمة للقضاء و الحد من هذه الظاهرة ، التي أصبحت تنخر المجتمع الجزائري ، و لقد نصت المادة 350 من قانون العقوبات على أن " كل من اختلس شئ غير مملوك له يعد سارقا " . و يقول المحامي قاسمي عز الدين : " لكي تقوم جريمة السرقة ، يجب أن تتوافر عدة أركان في الجريمة ، كتوفر ركن الاختلاس ، و هو أخذ شيء دون إرادة صاحبه ، بغض النضر إذا كان التسليم إرادي أو لا ، كتسليم الشيء من قبل صاحبه تحت التهديد ، إضافة إلى القصد الجنائي، و هو ركن أساسي يجب توافره ، حتى تقوم جريمة السرقة، و يتمثل في نية السارق لسرقة الشيء " . اأما فيما يخص العقوبات المقررة لجريمة السرقة في قانون العقوبات الجزائري، فعقوبة السرقة البسيطة دون توافر ظرف مشدد كحمل السلاح أثناء السرقة ، تتراوح العقوبة بين سنة و 5 سنوات ، و غرامة مالية من 5000 دج إلى 20 ألف دينار أما السرقة الموصوفة (تعتبر جناية) ، و هذا لتوافر ظرف مشدد أو أكثر، كالسرقة بحمل السلاح ، أو السرقة أثناء الليل ، و العقوبة المقررة لها هي السجن من 5 سنوات إلى 20 سنة ، وغرامة مالية من 20 ألف دج إلى 100 ألف دج. الاهتمام بالوقاية قبل العقاب .. حل يقلل من السرقة يبقى الحل من وجهة نظر الطب النفسي في التعامل مع ظاهرة السرقة ، هو الاهتمام بالوقاية قبل العقاب ، ويتم ذلك بإعلاء قيم الأمانة وغرس ذلك في نفوس الأجيال الجديدة ، كما أن خلق النموذج الجيد والقدوة الطيبة له أهمية في دعم الصفات الايجابية في نفوس الصغار ، ويقابل ذلك التقليل من شأن الذين يقومون بارتكاب المخالفات حتى لا يرتبط السلوك المنحرف في أذهان النشء بالبطولة والمغامرة ، بما قد يغريهم و يدفعهم إلى التقليد ، ويجب أن يتم احتواء الذين يقدمون لأول مرة تحت تأثير إغراء شيئ ما على سلوك السرقة ، ويتم ذلك بمحاولة تصحيح المفاهيم لديهم بالطرق التربوية ، حتى لا يتحولوا إلى محترفين للسرقة فيما بعد ، وتفيد سياسة " الجزرة والعصا " ومعناه المكافأة على السلوك السوي ، والعقاب الحازم عند الخروج على القانون ، ومن شأن توقع العقاب أن يحد من الاتجاهات غير السوية نحو الانحراف ، و يبقى بعد ذلك أهمية الوازع الديني والأخلاقي في ضبط السلوك وحل مشكلات الإنسان صفة عامة ، حيث أن الإيمان القوي بالله تعالى يتضمن الوقاية والعلاج من الانحرافات السلوكية ومشكلات العصر .