''الجمعة'' و''سدادات الوقود'' آخر مبتكرات عصابات سرقة السيارات شكل موضوع ظاهرة سرقة السيارات محور الاجتماع الاستثنائي الذي جمع رؤساء امن الدوائر بولاية الجزائر نهاية الأسبوع الماضي، حيث تم تحليل وشرح هذه الظاهرة الخطيرة والتي تعرف تناميا وانتشارا كبيرين من خلال احتراف شبكات متعددة سرقة السيارات، كما تم استعراض أهم الابتكارات والمناهج الجديدة التي يتبعها اللصوص في سرقة السيارات لاسيما تحديد يوم الجمعة للسرقة وكذا سرقة السدادات الخاصة بخزانات الوقود لاستنساخ مفاتيح السيارات. وعلى الرغم من أن جريمة سرقة السيارات ليست بالجديدة، إلا ان تناميها بشكل سريع جعل المسؤولين على القطاع الأمني يقفون على كل صغيرة وكبيرة خاصة هذه الظاهرة التي يتبع أصحابها كل السبل والوسائل الحديثة في السرقة، كما هو الشأن بخصوص الاجتماع الاستثنائي الذي خصصه رؤساء امن الدوائر بالعاصمة إلى استعراض عدد من النقاط الجديدة التي تعتمدها عصابات السرقة . وحسب مصدر امني فإنه من بين ما تم مناقشته خلال الاجتماع، لجوء عصابات السرقة إلى اعتماد يوم الجمعة من الأسبوع لسرقة السيارات التي يتم تحديدها وتعيينها مسبقا وذلك لكون يوم الجمعة هو يوم راحة، بحيث يتم استغلال فترات الصباح التي غالبا ما يميل فيها الجزائريون إلى تمديد فترات النوم الصباحية وبالتالي تجد العصابات متسعا من الوقت لسرقة المركبات والهروب بها إلى خارج حدود الولاية. ضف إلى ذلك فإن السيولة الكبيرة في حركة المرور خلال يوم الجمعة تمكن العصابات من الهروب بسياراتهم بعيدا قبل أن يتفطن إليها أصحابها كما حصل الأسبوع الماضي عندما تفطن صبيحة يوم الجمعة الأسبق صاحب سيارة من نوع ''سبارك شوفرولي'' إلى اختفاء سيارته من أمام منزله الكائن ببلدية بئر خادم بالعاصمة قبل ان يتم العثور عليها بولاية المسيلة بعد أن قدم صاحبها بلاغا بسرقتها وتم الإعلان عنها. من جانب آخر، تمت مناقشة بعض التفاصيل المهمة تضاف إلى جانب الرزنامة الزمنية التي تتبعها العصابات لسرقة السيارات على غرار تقنيات السرقة الجديدة التي يتم الاعتماد عليها بالنسبة للسيارات المزودة بشرائح الكترونية والتي غالبا ما يصعب سرقتها غير أن لجوء العصابات إلى تقنية استنساخ مفاتيح هذا النوع من السيارات عن طريق السدادات الخاصة بخزان الوقود والتي سجل بشأنها العديد من السرقات. وكانت سيارات الشوفرولي وهيونداي من أهم السيارات التي احتلت صدارة الترتيب من حيث السرقات في بلادنا بسبب سهولة تشغيلها عن طريق أسلاك كهربائية غير أن تطور سرقة السيارات دفع بالعصابات إلى البحث عن وسائل وطرق أخرى للوصول إلى سرقة السيارات الفخمة وتلك المزودة ببطاقات وشرائح الكترونية والتي كانت تشكل صعوبة لدى سرقتها. وتضاف هذه التقنيات التي تطرق لها رؤساء امن الدوائر بغية الاحتياط والتصدي لها، إلى جملة من الحيل والطرق التي غالبا ما تلجأ إليها عصابات السرقة للسطو على السيارات، علما أن مصالح أمن ولاية الجزائر قد أطاحت في المدة الأخيرة بالعديد من العصابات المحترفة بالعاصمة. للإشارة تدق جميع المصالح الأمنية ناقوس الخطر حيال انتشار ظاهرة سرقة السيارات التي تعرف انتشارا كبيرا وتعد ثاني اخطر الجرائم ببلادنا، وقد أوعز المختصون انتشار هذه الظاهرة إلى رمزية العقوبات المطبقة في هذا الشأن وعدم تشديدها على العصابات المختصة في سرقة السيارات، بحيث لا يستفيد المجرمون سوى من عقوبات تصل أقصاها إلى خمس سنوات سجنا نافذا، في حين دعا عدد من رجال القانون إلى تسليط عقوبات صارمة على هذه النوع من الجرائم والسرقات على غرار تلك المطبقة على عصابات المتاجرة بالمخدرات.