أبدت العائلات القاطنة بحي الرميلة ببن شعبان ببلدية بوفاريك عن استياءها للأوضاع الصعبة التي يعيشونها منذ سنة 2000، بعد نزوحهم من الأرياف، ولا يزالون في انتظار وعود السلطات المحلية لترحيلهم. مرت 10 سنوات كاملة، على معاناة هؤلاء، ولا يزال مصيرهم مجهولا، وحسب بعض من تحدثوا إلينا، فإن السلطات المحلية وعدتهم في أكثر من مناسبة بترحيلهم إلى سكنات لائقة، نظرا لظروف عيشهم المزرية، فمنذ نزوحهم إلى هذه المنطقة التي تعد هي الأخرى نائية، ومعزولة وحياتهم تزداد تعقيدا، فالبيوت القصديرية تشبه زرائب الحيوانات، وتكاد تنهار على رؤوسهم بسبب هشاشتها، حيث طالت التصدعات جدرانها وامتلأت الأسطح التي لا تتعدى أن تكون قطعا من الزنك والترنيت بالثقوب، وأصبحت مياه الأمطار تتسرب إلى المنازل كل شتاء، كما أن هذه البيوت تفتقر لأدنى الضروريات كشبكة الصرف الصحي، التي عوّضوها بالحفر وحتى هذه الأخيرة غالبا ما تعرف انسدادات، وتؤدي إلى تسرب المياه القذرة إلى السطح، وبالتالي تنشر الروائح الكريهة المصاحبة للباعوض، ومختلف الحشرات اللاسعة، وحسب محدثنا فإن قربهم من المزارع جعل الجرذان والأفاعي تتسلل إليهم وتعرّض الكثير منهم للذعات الأفاعي، ولحسن الحظ، لم تشكل خطرا، على أرواحهم، وهو ما يجعلهم يعيشون في قلق دائم، خصوصا على أطفالهم الذين يتخذون من المساحات الخارجية مكانا للعب، وبخصوص النقائص المتعددة بهذا الحي الفوضوي فهي كثيرة، فهؤلاء محرمون من الكهرباء ويعيشون طيلة 10 سنوات التي مضت على الشموع بسبب بعد الأحياء عنهم، أما التهيئة فهي غائبة كليا وكل طرقهم ومسالكهم ترابية، أما المياه فيجلبونها على دوابهم من مسافات بعيدة، وكذلك الشأن بالنسبة لقارورات غاز البوتان، وحسبهم دائما فإنه في فصل الشتاء، يصعب توفير هذه الأخيرة وغالبا ما يقضي بعضهم الليالي دون طهي ولا تدفئة، واعتبروا حياتهم صعبة وشاقة فحتى أطفالهم لا يتمدرسون بسبب بعد المدارس، أما احتياجاتهم اليومية فيوفرونها من خلال التنقل إلى أقرب حي بالنسبة لهم وهو "عين عيشة" الذي يبعد عنهم بحوالي 6 كلم، ويقطعون تلك المسافة، عن طريق "الحميز" وفي سياق متصل، أكد هؤلاء أن السلطات المحلية قد وعدتهم، بترحيلهم في أقرب الآجال، وهو ما ينتظره هؤلاء لأنهم يعتبرون حياتهم شبه مستحيلة وكل ما يطالبون به، توفير الكهرباء، والتهيئة على الأقل.