لا تزال نحو 455 عائلة قاطنة بأسطح وأقبية العمارات ببلدية باب الوادي تنتظر قرار السلطات المحلية لترحيلهم إلى سكنات لائقة في اقرب الآجال ترحمهم من المعاناة اليومية التي يعيشونها تحت أسقف القصدير والصفائح الحديدية طيلة ثلاثين سنة في الوقت التي ضربت فيه السلطات الوصية بطلباتهم عرض الحائط. السكان في حديثهم مع صوت الأحرار أكدوا أنهم عازمون على الاحتجاج والخروج الى الشارع في حال عدم استجابة السلطات الوصية لمطلبهم التي يعد منطقيا خاصة وأن معاناتهم تزداد يوما بعد أخر نتيجة الأوضاع المزرية التي يتخبطون فيها بسبب تصدع الأسقف والجدران المصنوعة من الصفائح معربين في الوقت ذاته عن استيائهم للوضعية التي يعيشونها منذ أزيد من ربع قرن من الزمن خاصة وأنهم يملكون ملفات السكن تم إيداعها على مستوى بلدية باب الوادي لمدة طويلة. وفي سياق متصل أوضح بعض المتحدثون أن الأمور قد وصلت إلى ذروتها ولا يمكنهم تحمل المزيد حيث أصبحت ظروف العيش لا تطاق خاصة في فصل الشتاء أثناء تساقط الأمطار مما ينجر عنها تسرب المياه الى داخل البيوت التي ألحقت بهم أضرارا بليغة ناهيك عن ارتفاع نسبة الرطوبة التي أدت إلى إصابة بعض السكان بالحساسية ،ضيق التنفس ،الربو وغيرها من الأمراض المزمنة التي أصبح هؤلاء عرضة للإصابة بها طالما أنهم لا يزالون مقيمين بها، أما في فصل الصيف فالوضع يصبح كارثيا بسسب انتشار الحشرات الضارة كالبعوض والجرذان فضلا عن درجة الحرارة المرتفعة المنبعثة من الصفائح وهو ما يشكل خطرا حقيقيا على صحتهم, كما ندد بعض المواطنين بالحقرة والتهميش الذي يتعرضون له في الوقت التي ضربت فيه السلطات المحلية بطلباتهم عرض الحائط مؤكدين أن هذه الأخيرة اكتفت بتقديم الوعود التي لم تتجسد بعد ويبدوا أنها لم تطبق أبدا على ارض الواقع مشيرين في حديثهم إلى أنهم قاموا بإيداع ملفات للسكن طيلة السنوات الماضية بالبلدية بهدف الاستفادة من سكنات اجتماعية إلا أنهم كانوا في كل مرة يقصون من قوائم المستفيدين رغم حاجتهم له. ويضيف السكان انه قد تم في العام الماضي تنصيب لحنة قامت بإحصاء هذه البيوت التي وصل عددها إلى أكثر من 455 بيت وبعد معاينتها للأكواخ أكدوا أن سكناتهم وصلت إلى درجة متقدمة من التدهور ولهم الأولوية في الاستفادة من سكنات جديدة في اقرب ب وقت ممكن . ولمعرفة تفاصيل أكثر عن الموضوع تقدم المعنيين إلى مقر بلدية باب الوادي أين أكد لهم مسؤول بالبلدية أن وضعيتهم هي محل الدراسة وهناك مشروع للترحيل هذه العائلات إلى سكنات اجتماعية جديدة إلا أن الموعد لم يتحدد بعد ،وفي انتظار تحديد موعد الترحيل يبقى مصير هؤلاء مجهول إلى اجل غير معلوم. وللإشارة فقد أصدرت الحكومة بالتنسيق مع الجهات المختصة إجراءات تهدف إلي إعادة الاعتبار للمدن العاصمية من خلال تطهيرها من البيوت الهشة بما في ذلك بناءات فوق السطوح وأقبية العمارات التي تشوه المنظر العام للمدينة كما أنها تهدد سلامة ساكني العمارة وهي المبادرة التي تسعي الحكومة لتحقيقها قبل نهاية السنة الجارية.