يأمل سكان حوش شاطو برية الواقع بإقليم بلدية الحطاطبة من أن ينقذوا أبنائهم وبناتهم من شبح الأمية التي طالت عليهم لمدة سنتين بسبب وقوع المنطقة في مكان معزول على الرغم من قربه للطريق الوطني الرابط بين مدينة القلعة ومدينة سيدي راشد، ونظرا لافتقار المنطقة لمختلف ضروريات الحياة على غرار وسائل النقل التي أصبحت منعدمة بسبب اهتراء الطرقات والمسالك، إضافة إلى بعد المؤسسات التربوية وهو ما زاد الطين بلة وقد بات التوقف المبكر عن الدراسة من سمات المنطقة فارتفعت نسبة الأمية في حين توجه معظم التلاميذ إلى العمل في أراضي فلاحية وأعمال أخرى أكبر من سنهم بحثا عن لقمة العيش بسبب الفقر الذي اجتاح المنطقة، وقد أضاف معظم السكان الذين التقت بهم "الجزائرالجديدة" أن السبب الأساسي الذي دفعهم لتوقيف أبنائهم عن الدراسة هو اهتراء الطرقات مع انعدام وسائل النقل المؤدية للمدارس ما جعل أبنائهم يتقاسمون حياة الأمية داخل دائرة حوشهم، وقد أعربوا أن معظم الأحواش المجاورة تواجه نفس المشكلة وتربطها نفس الأزمات، خصوصا على طرقاتهم بحلول فصل الشتاء وتساقط الأمطار ما يجعلهم يعيشون في عزلة تامة، كما ذكر الأهالي أن المعاناة التي وقعت على عاتقهم أضحى أبنائهم يدفعون ثمنا باهظا وخلق لديهم تشتتا في حياتهم وأزّم حالتهم بدرجة كبيرة، على الرغم من الطلبات التي وجهت إلى السلطات المحلية، إلا أن استجاباتهم لها طواها الزمن، مضيفين بأن الإفراج عن معاناتهم توقفت منذ سنتين بعد أن قامت السلطات بتزويدهم المياه الشروب.