لماذا تغرق أحزابنا السياسية في صراعات مميتة؟، فهل الأمر يتعلق بثقافتنا أو بثقافة سياسية مسيطرة أو أن الأمر يتعلق بالتاريخ ومخلفاته؟، ثم هل يمكن لهذه الأزمات أن تستمر للأجيال اللاحقة ، و لماذا تعزف الجامعات عن الممارسات السياسية و تبتعد عن مناقشة المواضيع الكبرى؟ و ماذا عن دور الإعلام في القضية، هل يتابع و يفسر حيثياتها، أم هو نفسه من يشجع و ينتج العملية الانقلابية؟ هي جملة من التساؤلات التي بنى عليها الصحفي الكاتب محمد بغداد إشكالية كتابه الجديد " النزعة الانقلابية في الأحزاب الجزائرية"، الذي خصص لأجله أمس نقاشا مفتوحا في لقاء أدبي جمع بالمقهى الأدبي لإتحاد الكتاب نخبة من الكتاب و المؤرخين لمناقشة قضية الكتاب الذي حاول بغداد أن يجتهد عبره من خلال لحظة تاريخية تلخصت في سنة 1953 عند صدور بيان أول نوفمبر الذي دعا كاتب المؤلف الجديد إلى ضرورة إعادة قراءته من جديد. فكرة الكتاب حسب صاحبه هي مقاربة للسلوك السياسي في الجزائر في لحظة زمنية معينة،تمثلت في 1953 حيث قام برصد سلوك سياسي يقول:" لماذا و نحن منذ التعددية السياسية إلى يومنا هذا، نعيش تداول عنفي داخل قيادة الأحزاب السياسية ، و بعد وقوفه عند المفارقة التي تحدث بين بيان أول نوفمبر الذي جاء لوضع حد للتعددية الحزبية و محاربة الفساد و هذه الأحزاب التي جاءت لتسير وفق ذات البيان، استفسر عن كيفية تفسير النخبة لهذا السلوك السياسي الذي ركز موضوعه عليه من ناحية المنظور الثقافي الواقعي و العوامل المؤثرة فيه، مع تأكيده على أن العمل يتطلب مساهمات أكثر، مبديا تأسفه لندرة الكتب الخاصة بهذا الشأن حيث لا يوجد إلا كتاب واحد حول الأحزاب السياسية مع توفر 700 مخبر بحث في الجزائر يقول بغداد ، وفي هذا الشأن أكد المؤرخ محمد العربي زبيري عن افتقارنا لكتاب تاريخ الجزائر بطريقة منهجية، نافيا توفر مكتباتنا على كتب تارخية بالمعايير التي يجب أن تخضع لها ، و هذا حسبه يتطلب مدارس وطنية خاصة للتاريخ. الندوة التفاعلية حول كتاب النزعة الانقلابية في الأحزاب الجزائرية الذي تطرق إلى إشكالية العنف في التداول على السلطة في الأحزاب الجزائرية، وذلك من خلال سلوكات الانقلاب وتقديم تصحيح عن طريق الانشقاق، تدخل عبرها الكاتب المؤرخ محمد العربي الزبيري ليؤكد أن انعدام دراسة حول المجتمع الجزائري تعجز عن معرفة طبقة النخبة متسائلا عن الدور الذي يمكنه أن تلعبه هذه النخبة، مؤكدا أيضا عجز الأحزاب عن معالجة أي مشكل مطروح على الساحة و هذا ما يعرقل حسبه عجلة التقدم. مليكة.ب