سيصدر قريبا كتاب «النزعة الانقلابية في الأحزاب الجزائرية»، للكاتب والإعلامي محمد بغداد، الذي ياتي في شكل دراسة استقصائية بأسلوب إعلامي، تتبع ظاهرة الحركات الانقلابية، التي تميز الساحة السياسية الجزائرية، مستعينة بالمناهج العلمية الحديثة، وبالذات الاجتماعية والنفسية والسياسية المعتمدة، في تحليل الظاهرة السياسية. تتمحور إشكالية الكتاب، حول التساؤل القائم والملح، لماذا يتم التداول على السلطة في الأحزاب الجزائرية، عبر الحركات الانقلابية والسلوكات العنفية، دون أن يكون للمؤسسات والأساليب الديمقراطية، دور في تحقيق التداول السلمي، وما هي الأسباب الحقيقية التي تساهم في توسيع هذه الحركات والسلوكات الانقلابية، التي شملت كل التيارات السياسية، بدون استثناء، وهل ذلك راجع إلى ظروف نفسية مرتبطة بإنسان المنطقة الجغرافية، الرافض للقيود البيروقراطية، التي يفرضها الالتزام الحزبي، أم إلى الضغوط التاريخية المتراكمة، أم إلى أسباب أخرى يبحثها الكتاب . تتناول الدراسة بالتتبع والتحليل الإعلامي والمنهجي، بعيدا عن التسلسل التاريخي لظاهرة الانقلابات الحزبية، الأطراف الفاعلة في الحركات الانقلابية، والجهات المساهمة فيها، وبالذات الأدوار التي تقوم بها، في توسيع دائرتها، وتنوع تجسيداتها الميدانية، بما في ذلك العامل الظاهر والمتجلي والعوامل المستترة. ويعتبر الكتاب رؤية موثقة للظاهرة، وخطوة نحو التأسيس لنقاش فكري وسياسي جاد وعميق، من أجل الاقتراب الحقيقي من الظاهرة السياسية الوطنية، بعيد عن السجال الإعلامي اليومي، وتجنبا للمزاجية والانطباعية المتداولة في المشهد، حتى يمكن الوصول إلى تأسيس تقاليد حضارية، وأساليب علمية حقيقة، تكون قادرة على الإجابة عن الأسئلة الكبرى، ومساعدة على فهم الظواهر التاريخية القائمة.