لست أدري كيف يقرأ قارئو الكف عندنا، التصريح الأخير للرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، حول الوضع الصحي لرئيسنا، ولست أدري أيضا كيف يعيد " المحللون" عندنا تركيب هذا النص قبل إخراجه مرة أخرى في الطبعة المبسطة التي يخصص تسويقها للشارع الجزائري ! أطرح هذا التساؤل، وأنا أجد تناقضا كبيرا بين تصريحين في الموضوع، أحدهما منسوب إلى شخص الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، والآخر منسوب إلى رجل المخابرات الجزائرية السابق هشام عبود. هولاند تحدث بصفته رئيسا للجمهورية في حوار لقناة فرانس 24، وقال إن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لم يغادر بعد مستشفى لانفاليد العسكري الفرنسي. وهشام عبود تحدث قبل أيام، بصفته الإعلامية، وبمرجعية رجل المخابرات الذي يأتيه الخبر اليقين عن شماله وعن يمينه ومن فوقه ومن تحت رجليه، وأعطى رقم الرحلة والطائرة التي نقلت الرئيس من مشفاه بفرنسا إلى أرض الوطن، فمن نصدق، الرئيس الفرنسي أم هشام عبود؟ طبعا، أنا هنا أطرح السؤال ولا أبحث عن إجابة، لعلمي المسبق أن اختلاف هولاند وعبود في التصريح، يلتقي عند نقطة اختلاف المصلحة والغاية من التصريح، وهذا الذي أريد أن أتوقف عنده، وألفت الانتباه إليه، ذلك أنه عندما تصبح صحة رئيس الجمهورية، وقبل ذلك رمزا من رموز الدولة الجزائرية، مجرد وسيلة تقاس عليها مصالح الآخرين وأهدافهم، فتلك مصيبة كبيرة، واحتقار ما بعده احتقار، ليس لشخص الرئيس فحسب، ولكن لسائر أبناء الأمة ! لو كانت الجزائر تتوفر على مؤسسات دستورية، لكانت أخبار صحة الرئيس أطال الله في عمره، تأتينا عن طريق وزارة الإعلام وليس عن طريق " جريدتي" و" مون جورنال"، أو حتى عن طريق فرانسوا هولاند، ولو كانت الجزائر تتوفر على مؤسسات تلعب دورها الدستوري، لما خاطب الوزير الاول الشعب الجزائري متحدثا عن صحة الرئيس، وهو يشك في تصديقهم له، ويحذرهم من تكذيب حديثه...