أكد أستاذ علم الاجتماع بجامعة الجزائر، أحمد رميتة، أن الدين مؤسسة متجذرة في المجتمعات الإنسانية، مشيرا أنها تشهد تأخرا في الدراسة إذا ما قورنت بالمواضيع الأخرى على غرار الاقتصاد الإعلام، الدين، والدولة. وأوضح أحمد رميتة، خلال تنشيطه لندوة صحفية تعلقت ب "تجديد الفكر الديني" بمقر جريدة "صوت الأحرار"، ومن تنظيم الجمعية الفلسفية الثقافية في إطار برنامجها الثقافي المخصص لرمضان 2013، أن الدين متواجد منذ القدم وذلك من المجموعات القروية الأولى إلى غاية مجتمعات ما وراء الحداثة. وأضاف رميتة، أن الدين لم يعالج على المستوى الأنثروبولوجي لذلك بقينا في مستوى هامشي من فهم الظاهرة الاجتماعية، فالدين قد تمت معالجته من خلال تحليل الخطاب والطرح الإعلامي، رغم أن الظاهرة الدينية قد أولت أهمية للعلوم الاجتماعية الحديثة وجعلتها من الأشياء التي يحب أن تعالج في حين أن هذه الأخيرة لم تتطرق إليها. وأشار رميتة، أن الدين مؤسسة مركبة ومعقدة تتفاعل بمستويات متعددة، وفاعلة مع العلاقات الأخرى الاقتصادية والاجتماعية، وذلك تفاعلها مع الأشياء المقدسة، بعدها الفلسفة، والآن مع العلوم الحديثة. وواصل أستاذ علم الاجتماع بقوله "الفكر الديني يتجدد حسب الحاجة التي تطرحها المجتمعات على نفسها، كما أنه يطرح إجابات مختلفة، غير أننا لازلنا نعتمد على إجابات الفقهاء القدامى ولا يوجد اجتهاد فاعل في الفقه". وفي إشارة منه إلى الحركية الطرقية، قال رميتة بأنه لحد الآن لم يتم فهمها بالشكل الصحيح، مؤكدا أن التنظير ليس سهلا في ظاهرة معينة مثلما هو سهل الحديث عنها. وأضاف الأستاذ رميتة، أن التجربة الروحية قد اكتسبت المصداقية في المجتمع لقربها منه، فهي وجدت فاعلية رهيبة و أضفت أشكال متنوعة حسب الجغرافيا والمستويات الثقافية، وانتقلت من الفضاء الريفي إلى المدينة. وفي مداخلته، أكد محمد خالد، باحث بالمركز الوطني للأبحاث في عصور ما قبل التاريخ وعلم الإنسان وعلم التاريخ، أنه من الضروري طرح تشريح دقيق للمؤسسة الصوفية التي هي وليدة المجتمع، ومحاولة إيجاد الحلول. وأضاف محمد خالد، بأن الجانب المعرفي في الصوفية مبني على أساس ما تم في الوجود، وتسعى لاتحاد الله والمخلوقات، غير أنها تتعرض للكثير من الانتقادات. وفي الكلمة التي أحيلت إليه عند فتح باب النقاش، قال الكاتب أمين الزاوي، أن الحواضر تتشكل على الماء بدليل أن أسماء المدن مرتبطة بالعين والواد، والدين مسألة لاحقة، مشيرا إلى خطورة إدخال الإيمان في الدين الذي تعتبره قيمة، فالإيمان مسألة فردية، بينما الدين مسألة منهجية ومعرفية. وأضاف الزاوي أن النهضة العربية الحقيقية قام بها المسيحيون العرب، مستدلا بعائلة البستاني، جورجي زيدان، مشيرا إلى الإعلام في مصر الذي صنعته بلاد الشام، مؤكدا أن الإسلام قد أنشأ حضارة خارج الديار الإسلامية، فهو عندما يحتك بالديانات الأخرى يطرح سؤال الزمن وبالتالي سيحدث التحديث. وواصل الزاوي يشرح فكرته، بأن العرب المسلمين عندما طردوا من الأندلس لم يستطيعوا تأسيس أندلس أخرى، لأن هذه الديار غير قابلة لمفهوم زمنية وحضارية الدين، ولهذا بقي المشروع في الديار الأخرى، ولم نرى طليطلة، غرناطة، وقرطبة جديدة. الباحث محمد خالد ل "الجزائر الجديدة": "الدين ليس بحاجة إلى إصلاح، ولابد من تشريح دقيق للصوفية" وأوضح محمد خالد في تصريحه ل "الجزائر الجديدة"، على هامش الندوة، أن الدين لا يحتاج إلى إصلاح، غير أن الممارسة الدينية إشكالية في حد ذاتها، مؤكدا على ضرورة فهم المؤسسة الصوفية التي تعتبرها الحركات الليبرالية، السلفية، الإصلاحية بأنها هي السبب فيما يحدث، مضيفا أن المشكل لا يكمن في هذا الشكل التنظيمي، فلا يجب تعليق الفشل عليه، فنظرية محمد إقبال حول الصوفية لا تزال صالحة إلى غاية اليوم، مصرا في الوقت ذاته، على ضرورة التشريح الدقيق لهذه المؤسسة التي كبر وترعرع بين زواياها. زينب.ب تحتضنه جامعة الأمير عبد القادر بقسنطينة