أقدم ما يقارب على 300 شخص يقولون إنهم من الممتنعين عن الصيام، على تنظيم إفطار جماعي علني أمام نصب تذكاري وسط مدينة تيزي وزو، احتجاجا على غلق السلطات المحلية قبل أيام لمقهى فتح أبوابه في نهار رمضان في منطقة تيقزيرت بالولاية المذكورة، وسط تغطية من رجال الإعلام. وأفطر الناشطون الذين ينتمون ل "حركة الحكم الذاتي في منطقة القبائل"، أمام النصب التذكاري المخلد للمطرب الراحل معطوب لوناس، المعروف بتمرده على أعراف وتقليد الجزائريين، فيما بدا أنها رسالة تحد للسلطات الجزائرية ولثوابت ومقدسات الأمة، في خطوة وصفت بالإستفزازية. وبحسب المعلومات المستقاة من المنطقة، فإن الخطوة تأتي ردا على ما اعتبروها حملات التخويف التي تستهدف الممتنعين عن الصيام في رمضان في بعض مناطق القبائل، وبعد غلق مقهى واعتقال مواطنين من قبل قوات الأمن بسبب تناولهم القهوة في أحد مقاهي المدينة في نهار رمضان، قبل أيام في مدينة تقزيرت بولاية تيزي وزو. ومعلوم أن سكان منطقة القبائل، يعتبرون من أكثر الجزائريين تمسكا بالدين الإسلامي وبثوابت الأمة، كما تشير إحصاءات وزارة الشؤون الدينية إلى أن ولاية تيزي وزو، تعتبر أكثر الولايات من حيث عدد المساجد، وهو ما يعني أن هذه الحادثة سوف لن تمر مرور الكرام، لدى الرأي العام في الولاية وفي عموم الجزائر. وقد سارع سكان مدينة تيزي وزو إلى إدانة ما حصل، واعتبروه محاولات الهدف منها تشويه صورة المنطقة، وتصويرهم على أنهم سكان لا يلتزمون بتعاليم الدين الإسلامي وشعائره السمحة، وأكدوا بأنها لا تمثل سكان منطقة القبائل الذين يعرف عنهم أنهم أكثر احتضانا للدين الإسلامي. إمام مسجد ابن باديس بالعاصمة الشيخ إلياس أيت سي العربي: يجب الإسراع في معالجة القضية سياسيا وقانونيا و التماسا لحكم الشرع فيما أقدم على فعله هذه الجماعة من إفطار علني احتجاجا على توقيف كل من أفطر علنا في رمضان، استفسرت "الجزائر الجديدة" الشيخ "إلياس أيت سي العربي"، إمام مسجد "ابن باديس" بالعاصمة، والذي قال أن "الحلال بين والحرام بين، وهذا الفعل لا شك في كونه حرام لما فيه من انتهاك لحرمة رمضان، بيد أن لمعالجة هذا الإشكال يجب اتخاذ إجراءات سياسية قانونية محضة"، ويضيف الشيخ محذرا من " التناول بكثرة لهذا النوع من المواضيع على وسائل الإعلام والتضخيم الإعلامي لمثل هذه السلوكيات و التي قد تزيدهم تشجيعا على مواصلتها".