حذّرت مصادر إعلامية من مواصلة المتشدّدين تجنيد الجهاديين الشباب في دول المغرب العربي والساحل، وتلقينهم فكرهم نيابة عن قاعدة المغرب الإسلامي، مؤكدة أنه بعد أفغانستان، يبقى الساحل قاعدة الدعم البديلة لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي التي لا تزال قادرة على الضرب في أي وقت، خاصة عبر صلاتها الوثيقة مع الشبكات الإرهابية التي تحاول أن تجد موطئ قدم في البلدان المجاورة للساحل. وتأتي التحذيرات في ظل الإيقاع بعدة شبكات إرهابية تجند شباب الساحل على غرار تلك التي تم إيقافها بالمغرب، حيث أفادت تقارير أن أحد أبرز النشطاء على المواقع الجهادية نظم الخلية بعد تكليفها بتجنيد مقاتلين للقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وقالت وزارة الداخلية المغربية إن "زعيم هذه الخلية، الذي نجح في تجنيد مغاربة... بعضهم على صلة بمقاتلين ينشطون تحت لواء القاعدة في سوريا، حثهم بقوة على ارتكاب أعمال تخريب ضد مؤسسات الدولة، وكان يخطط لتنفيذ عملية إرهابية نوعية انسجاما مع أجندة القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي". وبحسب المحلل أحمد الميلودي، فإن هذه الاعتقالات تسلط الضوء على الروابط المتنامية بين قاعدة المغرب الإسلامي والجماعات المتشددة في بلدان الساحل، وقال رغم التدخل العسكري في شمال مالي، هناك الآن بعض المؤشرات على أن وجود جماعات أصولية في هذه المنطقة لا تزال تُلهب حماس الشباب في صفوف الشباب في المغرب الكبير ومنطقة الساحل-الصحراء ككل، فيما أشار الصحفي موسى الموريتاني إلى أن وتيرة تفكيك أجهزة الأمن للخلايا الإرهاب تُظهر أن المتشددين يواصلون تجنيد الجهاديين الشباب وتلقينهم فكرهم نيابة عن قاعدة المغرب الإسلامي. وكشفت التحقيقات أن ليبيا ومالي وسوريا من بين وجهات المجندين، وكان المسؤولون المغاربة قد أشاروا في وقت سابق إلى أن المجندين الإرهابيين كانوا قد أرسلوا إلى الساحل عبر الحدود الجزائرية-المغربية بمساعدة القاعدة التي تشير تقارير إلى أنها "سهلت هذه العملية مقابل مبالغ من المال". وبحسب وزارة الداخلية المغربية، فإن الحدود مع موريتانيا قناة أخرى يغادر منها المتطوعون المغاربة المملكة للانضمام إلى جماعات القاعدة، والصلة مع الساحل تعني أن هناك خطر أن يصبح المتشددون المغاربة "أكثر خطورة"، حسب الباحث في علم الاجتماع كمال الغرفتي، ولتكميل الإجراءات الأمنية، من الضروري اعتماد مقاربة ثقافية لوقف تجنيد الشباب المغاربي في صفوف القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي.