أوقفت مصالح الأمن 3 مغاربة تسللوا إلى التراب الوطني عبر الحدود الغربية وكانوا في طريقهم إلى الجزائر للالتحاق بتنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، وتحفظ المصدر الذي أورد الخبر عن تقديم تفاصيل عن هذه القضية على خلفية استمرار التحقيق معهم. وتفيد المعلومات المتوفرة لدى "الشروق اليومي"، أن مصالح الأمن قامت بتوقيف هؤلاء المغاربة بضواحي مدينة مغنية، وكانوا قد دخلوا التراب الجزائري قادمين من الحدود الغربية، وكانوا حسب التحريات الأولية ينوون الالتحاق بمعاقل ما يسمى "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" بتيزي وزو، ويشتغل المحققون على الوسطاء الذين يقومون بالتنسيق بين الخلايا الإرهابية النشطة في المملكة المغربية وقيادة تنظيم درودكال، وسجل توافد العديد من الشباب المغاربة على معسكرات التدريب التابعة لتنظيم "القاعدة" أواخر عام 2006 منذ التحاق "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" بتنظيم أسامة بن لادن وتعيين المغربي الملقب "أبو البراء" في مجلس شورى هذا التنظيم. ويرجح أن "أبو البراء" هو زعيم الجماعة المغربية.وأكدت مصادرنا أنه "لا يوجد من بين هؤلاء الموقوفين الثلاثة أي مبحوث عنه من المساجين الفارين من سجن القنيطرة بالرباط قبل أسابيع"، وكانت "الشروق اليومي" قد انفردت بنشر خبر توقيف أحدهم بمدينة وجدة الحدودية وأكدته لاحقا مصالح الأمن المغربية، ولا يزال يخضع للتحقيق. ولا يستبعد انتماء هؤلاء إلى "التيار السلفي الجهادي"، ويرجح أنهم كانوا يسعون للالتحاق بمعقل التنظيم الإرهابي بولاية بومرداس مرورا بولاية وهران استنادا إلى تحقيقات سابقة قامت بها أجهزة الأمن الجزائرية، التي تمكنت من إحباط عملية مماثلة قبل أشهر، كما لا يستبعد أن يكونوا ينحدرون من منطقة طنجة بالمملكة المغربية، على خلفية أنها المنطقة التي عرفت تجنيد أكبر عدد من الإرهابيين في صفوف تنظيم "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" منذ إعلان انضمامه ل "القاعدة" أواخر سنة 2006، وينحدر منها الإرهابيون الثلاثة الذين ظهروا في شريط مصور رفقة عبد القهار بن الحاج، وأشارت التحقيقات إلى أن المغاربة الثلاثة الذين ظهروا في الشريط ينحدرون من أحياء فقيرة ببني مكادة قرب مدينة طنجة. ويتعلق الأمر بالمدعوين محمد أغبالو وحمام بلال، وكذا محمد رضا بلهاشمي، الذي كان محل بحث، وأشارت التحقيقات بشأنهم إلى أنهم وصلوا إلى معاقل التنظيم عبر مدينة وهران، بعد تجنيدهم من طرف سمير سعيود المدعو "سمير مصعب" مسؤول التجنيد في ''قاعدة المغرب الإسلامي''، وقد تم تجنيدهم في شهر أكتوبر من العام الماضي، بعدما أقاموا بفندق في مدينة وهران، وكلف شخص بنقلهم إلى الجزائر العاصمة ومنها إلى جبال بني عمران ببومرداس، والتقاهم في مكان قريب من مقر بلدية وهران، وسط المدينة، وعاد بهم على متن سيارة أجرة إلى العاصمة، إلى غاية بلدية جسر قسنطينة، وتم نقلهم ليلا إلى ولاية بومرداس.وتظهر العديد من الأشرطة التي نشرت في مواقع جهادية قريبة من "القاعدة" منها "أنصار الإسلام في الصحراء المسلمة بلاد الملثمين" الذي يتقاسم مع تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" الكثير من "المبادئ والأهداف"، أن العديد من الشباب المغاربة انضموا إلى تنظيم درودكال ولا تتجاوز أعمار الكثير منهم الثلاثين سنة. ويتبين من خلال تلك الأشرطة من بينها شريط "ظلال السيوف" وشريط "جحيم المعربدين"، أن "الجماعة السلفية" قد استقطبت العديد من المقاتلين المنتمين لدول منطقة الشمال الإفريقي، خاصة من المغرب، حيث يكشف الشريطان أن أغلب المجندين ينحدرون من الجزائر والمغرب بالخصوص، وهو ما تبرزه هيئاتهم وكذا اللهجة التي يتحدثون بها.وكانت مصالح الأمن المغربية قد فككت مؤخرا عدة خلايا قالت إنها تقوم بالتنسيق مع تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" لتجنيد مقاتلين من الشباب المغربي للتدريب في معسكرات التنظيم الإرهابي بالجزائر قبل الالتحاق بالعراق وأفغانستان أو العودة إلى المغرب.