تنطلق غدا بالمسرح الوطني الجزائري فعاليات الطبعة الخامسة للمهرجان الدولي للرقص العصري بالجزائر، وتتواصل إلى غاية 22 من الشهر الجاري، بمشاركة فرق قدمت من 24 بلدا. وستكون الصين ضيفة شرف المهرجان. وترمز هذه المشاركة إلى العلاقة الوطيدة بين الجزائر والصين، هذه الأخيرة التي وقفت مع بلد الشهداء سواء في حرب التحرير ضد المستعمر الفرنسي، أو غداة الاستقلال وكذا على مدار خمسين سنة الأخيرة. وستفتح الصين هذه الفعاليات بفرقة «صين بيجينغ دانس تياتر» بالموازاة مع عرض للبالي الديوان الوطني للثقافة والإعلام. وستشرف الراقصة العصرية الموهوبة وانغ يوانيون على العارضة الفنية للفرقة الصينية الشابة المتكونة من 17 راقصا ذوي تكوين رقصي كلاسيكي، وهي الفرقة الأولى الصينية التي عملت على المزج بين نوعي الباليه والرقص العصري. كما تعرف هذه الطبعة التي تحمل شعار «جسور»، مشاركة فرق من 22 بلدا، تلتقي في مفترق طرق لقاء يجمع بين ربوع المعمورة لراقصين وفرق تشيّد عبر إيحاءات رقصاتهم، جسورا ثقافية وفنية، بهدف التفاعل والتقاسم لتجارب حياة مليئة بالرقص. أما عن الجزائر فستشارك في هذه الطبعة بست فرق، إضافة إلى مشاركة فرق من إسبانيا، إيطاليا، المكسيك، السويد، مصر، صربيا، الصين، كوت ديفوار، سوريا، فرنسا، تركيا، كوبا، العراق، كرواتيا، اليونان، الولاياتالمتحدةالأمريكية، الأرجنتين، منطقة والون البلجيكية، بريطانيا العظمى، جمهورية التشيك، لبنان، النمسا، أوكرانيا والكاميرون. وسيحتضن المسرح الوطني الجزائري العروض الراقصة. بالمقابل، ستشهد هذه الطبعة تقديم عروض راقصة في القمة، ومن بينها عرض فرقة «تشي تشي» من كوت ديفوار، التي أنشئت سنة 1997، وقامت بعدة جولات عالمية، كما حازت على عدة جوائز من بينها الجائزة الأولى للاكتشافات في الرقص من طرف إذاعة فرنسا الدولية في 1999، وكذا الجائزة الثانية للقاءات الكوريغرافية «رقصات من إفريقيا» في 2012. كما سيشارك في الطبعة الخامسة من المهرجان الفنان الفرنسي جوان كلود غالوتا، الذي سيقدم عرضا من تصميمه يجمع بين المظهر المسرحي للعرض وإيحاءات فكاهية، بينما ستقود الفرقة الأوكرانية «أنيكو باليه» الكوريغرافي أنيكو بيكيافياشفيل، وهي فرقة تضم 200 عمل راقص من نوع الباليه، تطبع مضامينها كوريغرافية تجمع بين العاطفة والجهد، ليترجمها على المسرح تحرك الراقصين في انسجام تام على إيقاع وأنسابيات تلك التحركات. أما عرض الفرقة اليونانية فيميل إلى تفضيل مفهوم الاتصال في إطار المجتمع بكل أطيافه. وقامت الفرقة بتقديم أكثر من ثلاثين عرضا أصيلا، إضافة إلى تصاميم لرقصات وعروض فيديو قدمتها في عدة مهرجانات، بينما تتميز المشاركة الإيطالية بعرض تقدمه مجموعة «أرتيميز دانزاكري»، التي أنشئت سنة 1994، وتعمل على ترقية أعمال مؤلفين شباب موازاة مع مواصلة مبادراتها التكوينية لتخليد الرقي الفني للرقص الإيطالي. من جهتها، تشارك إسبانيا بمجموعة «دانتزاز كونبانيا»، وتتخذ من منطقة سان سيباستين الباسكية مقرا لها. وينتمي أعضاء الفرقة إلى بلدان أوروبية عديدة، كما تشارك أيضا فرق أخرى مثل «راجكو بافليف» من كرواتيا، و»أبوك أبوك»من المكسيك، و»الأسكوت» من الأرجنتين و»مجموعة أنديكو» من السويد. أما المشاركة العربية فتتمثل في مشاركة لبنان بمجموعة «لامية صفي الدين»، التي أنشئت بهدف محوري يتمثل في ترقية النشاط البحثي والدراسة والتوثيق في ميدان الكوريغرافية والرقص عبر العالم، بينما تشارك العراق بعرض من تصميم طلعت السماوي، كما تشارك الفرقة السورية «فويينيسيا زنوبيا» والفرقة المصرية «مودم دانس ثياتر».بالمقابل، يشمل المهرجان على برنامج غير رسمي بقصر الثقافة مفدي زكريا، من بينها عروض وثائقية ومحاضرات وإقامات في شكل ورشات، علاوة على ورشات تكوينية يشارك فيها حوالي 30 راقصا جزائريا، والتي انطلقت أشغالها يوم العاشر من نوفمبر، وتنتهي بتقديم عرض تُختتم به فعاليات المهرجان.