واصلت أمس محكمة الجنايات بمجلس قضاء العاصمة لليوم الثاني على التوالي، في محاكمة 20 متهما في قضية تهريب الكوكايين من عاصمة باماكو بمالي، على رأسهم محقق رئيسي بالشرطة بأمن ولاية الجزائر، وملازم أول بالأمن الحضري بأولاد فايت، إلى جانب رئيس طاقم الخطوط الجوية الجزائرية ، ومغني الفلامينكو رضا سيكا، إضافة إلى ثمانية مضيفين. ومن ضمن تصريحات المتهمين أقوال الفنان "رضا سيكا " الذي أكد في جلسة المحاكمة ،أن اسمه الفني هو الذي أتى به أمام المحكمة ، وكذا تصريحات المتهم "ف،عبد النور" ، الذي صرح أثناء سماعه أنه استهلك معه 10 غرام من الكوكايين في منزله، مضيفا أن كونه فنان و ممثل ، هو الأمر الذي ورطه في القضية ، خصوصا أن الصحافة ضخمت الأمور ، كما صرّح أنه يعرف المتهم "أ،م"وأيضا رئيس الطاقم بالخطوط الجوية الجزائرية ويتعلق الأمر ب"ب،م"،منكرا علاقته بالشبكة المنظمة ،معترفا بالإستهلاك الشخصي . وبعد الانتهاء من استجواب الموظفين في الخطوط الجوية، تم التنقل لعناصر من جهاز الشرطة، ويتعلق الأمر عنصر ب"BRI"ببرج الكيفان ،وهي فرقة البحث والتدخل لأمن ولاية الجزائر ،وهي فرقة خاصة تابعة للأمن مختصة في مكافحة الجريمة المنظمة للإرهاب ،ويتعلق الامر بالمدعو "ق.رضوان" الذي كان يقدم الحماية لمضيف الطائرة "ف.عبد النور"، وشقيقه أثناء تنقلاتهما لإحضار المخدرات، من خلال استعمال سيارته الشخصية لتفادي مختلف الحواجز الأمنية بصفته شرطيا غير معني بتفتيش سيارته، وكان يتلقى مقابل ذلك عمولات، ، والدي أنكر علاقته بالشبكة، وأكد أنه تلقى اتصالا من "م،فيصل" الذي أخبره أن "الطيب" تعرض لحادث مرور ، فكانت مهمته التدخل للتسريع في الإجراءات لا غير ، ليجد نفسه متورطا في قضية خطيرة، فيما أنكر ملازم أول بالأمن الحضري بأولاد فايت "ح. مصطفى" ، مناوب بمطار هواري بومدين ، الوقائع المسندة إليه جملة وتفصيلا ، مبررا سبب متابعته بعلاقته بأحد المتهمين يدعى "ب،يزيد" ، الذي يعمل كحارس ليلي ، حيث تناول معه في إحدى المرات مادة الكوكايين، غير أنه ما ورد في الملف ، بأن ذات المتحدث ، و حسب تصريحاته الأولية كانت مناوبته بالمطار ثلاث مرات ، تزامنت كلها مع سفريات المتهمين إلى باماكو ، وكان يربط الاتصال مع "ب،ي" لتوزيعها في الأحياء ، بعد تأمينه نقاط المراقبة لعدم إخضاعهما لهذه الأخيرة . وفي مداخلة النيابة العامة طالبت بأقصى العقوبة في حق المتهمين ، و المتمثلة في السجن المؤبد ، مع مصادرة كل ما تم حجزه ، مشيرة أن المتهمين شكلوا جماعة إجرامية منظمة تنشط داخل وخارج الوطن ، تم التوصل إليها سنة 2010 ، عندما تلقت مصالح الأمن معلومات مؤكدة عن وجود شبكة منظمة تتاجر في الكوكايين، تنشط على محور باماكو ، إسبانيا و الجزائر ، وأنها متكونة من موظفي بالخطوط الجوية الجزائرية، يقومون بجلب المادة بواسطة عنصرين مقابل مبالغ مالية ، وهذا بحكم وظيفتهم ، و لصعوبة اكتشاف مادة الكوكايين عبر الجهاز الماسح ، مضيفا أنه واستغلالا لهذه المعلومات تمكن ذات المصالح من توقيف "يوسف" ، و بحوزته 204.33 غرام ، والذي بواسطته تم التوصل لبقية أفراد الشبكة. كما كشف النائب العام أن الشبكة يقودها شقيقين بالجزائر هما "ف،ع"و"الطيب" ، وتم تقاسم الأدوار بين أفراد الشبكة لإستيراد الكوكايين ، مع الإتفاق مع ممونين أحدهما مالي الجنسية متواجد ببماكو ، والآخر بإسبانيا ، أصدر أمر بالقبض ضدهما ، وللأوضاع الأمنية الأخيرة لم يفرغ ، مشيرا إلى أن الموظفين تولوا عملية نقل الكوكايين بعد اقتنائها بالعملة الصعبة لإدخالها للجزائر عبر فترات ، وبالتعاون مع عنصرين بالسلك الأمني لتأمين لهم نقاط المراقبة عبر الحواجز الأمنية المنصّبة.