ماليون ترددوا على فندق يقيم فيه طاقم الجوية الجزائرية في باماكو تحمل وثائق تتعلق بقضية تهريب الكوكايين من باماكو بمالي واسبانيا تحوز "الخبر" على نسخة منها، أسماء ثقيلة تتعلق بمحقق رئيسي بالشرطة بأمن ولاية الجزائر وملازم أول بالأمن الحضري بأولاد فايت، وتورط فيها أيضا 20 متهما، من بينهم رئيس طاقم الخطوط الجوية الجزائرية ومضيفون، على رأسهم مغني الفلامينكو بن جامع رضا عبد الله المعروف برضا سيكا. القضية من المنتظر أن تفصل فيها محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء الجزائر الأسبوع المقبل، والتي سيمثل أمام منصتها أشخاص يمثّلون شركة الخطوط الجوية الجزائرية التي تأسست كطرف مدني وتحضر عنها الممثلة القانوينة لفكير سهيلة. وتكشف وثائق القضية التي حققت فيها المصلحة الاقليمية للشرطة القضائية لدائرة الاستعلام والأمن بالجزائر ابتداء من 10 أكتوبر 2011، أن الإطاحة بأفراد الشبكة كان بعد القبض على مضيف بالجوية الجزائرية “ ح. يوسف” الذي كان تحت المراقبة المستمرة، اذ أنه عند وصول الطائرة من باماكو الى مطار هواري بومدين أخضع للتفتيش وعثر بحوزته على 5 أكياس ملفوفة بشريط لاصق تحمل مادة الكوكايين كانت مخبأة تحت ملابسه الداخلية، كما عثر على كيس سادس داخل جيب سرواله. وأظهرت التحريات أن الكمية المحجوزة أحضرها المعني من باماكو من عند شخص يحمل الجنسية المالية يدعى إبراهيم وكانت موجهة إلى مضيف الطائرة “ف. ع«، الذي نصبت له الشرطة القضائية كمينا عندما كان في انتظار زميله “ي” بمفترق الطرق المؤدي إلى منطقة العاشور غرب العاصمة لتسليم الكمية. وكان هذين المضيفين الخيط الذي قاد المحققين إلى متهمين آخرين يعملون في شركة الخطوط الجوية الجزائرية، وعددهم ثمانية، من بينهم مغني الفلامينكو رضا سيكا، وذلك بعد أن تبيّن أن مصدر المخدرات ثلاثة أشخاص هم ابراهيم ومنير وجوردن دريسا، الذين كانوا يترددون على فندق “لا يكو لاميتي” لبيع الفواكه الموسمية والهدايا التقليدية، وهو نفس الفندق الذي كانت تقيم فيه طواقم شركة الخطوط الجوية أثناء عملها على الرحلات المتوجهة إلى الدول الإفريقية. ويكون المضيفون حسب الوثائق قد استوردوا الكوكايين بطلب من مضيف الطائرة “ف.ع” مقابل عمولات مالية تتراوح بين 60 و10ألاف دينار، وكانوا يقتنوها من المدعو ابراهيم الذي لم يتم تحديد هويته بسبب عدم تنفيذ الانابة القضائية الدولية الصادرة الى السلطات المالية، حسب مصادرنا، حيث هرّب كل من المضيف “ح.ي” لزميله في الشركة “ف.ع” 204 غرام من الكوكايين على مرحلتين مقابل مبالغ مالية تقدّر ب 6 ملايين و10 ملايين، بينما هرّب رئيس طاقم الخطوط الجوية الجزائر 30 غراما من باماكو. ويتضمّن ملف القضية، إضافة إلى موظفين في الخطوط الجوية عناصر من جهاز الشرطة. ويتعلق الأمر بالمحقق الرئيسي بالشرطة بأمن ولاية الجزائر “ق.ر” وملازم أول بالأمن الحضري بأولاد فايت “ح” اللذين وجهت لهما تهمة المشاركة في المتاجرة في المخدرات ضمن جماعة إجرامية منظمة، بالإضافة إلى تجار في استيراد وتصدير تجهيزات شبه طبية. ويكون المحقق الرئيسي بالشرطة حسب ما توصلت إليه التحقيقات، قد قدم الحماية لمضيف الطائرة “ف. ع« وشقيقه أثناء تنقلاتهما لإحضار المخدرات، من خلال استعمال سيارته الشخصية لتفادي مختلف الحواجز الأمنية بصفته شرطي غير معني بتفتيش سيارته، وكان يتلقى مقابل ذلك عمولات تتمثل في ألبسة مستوردة. أما الملازم الأول فكان قد توجه على متن سيارته في شهر فيفيري في حدود العاشرة ليلا رفقة شخص يعمل في مجال الصيد البحري المدعو “ب.ي” الذي كان يعلم أنه يتاجر في الكوكايين لملاقاة شقيق أحد مضيفي الطائرة لاستلام شحنة الكوكايين. وبخصوص مغني الفلامينكو رضا سيكا، فقد صرح “أنه اشتغل على متن الرحلات المتوجهة إلى الدول الإفريقية عدة مرات آخرها كانت خلال سنة 2009، وصرح للمحققين أنه تعاطى مادة الكوكايين أثناء تواجده بفندق لايكو لاميتي بالعاصمة المالية مرة واحدة نافيا تهريبها من باماكو”.