فتحت أبواب السينما على مصراعيها للمخرج السويدي الجزائري الأصل مليك بن جلول، بعد أن ظهرت موهبته وولعه بالكاميرا من خلال فيلمه "البحث عن رجل السكر" الذي عرض قبل يوم من اختتام مهرجان الجزائري الدولي للسينما لأيام الفيلم الملتزم بقاعة الموقار. ويروي "البحث عن رجل السكر" الذي كان عبارة عن مشروع ثقافي تلفزيوني تحول إلى فيلم، قصة مغني الروك الأمريكي ذو الأصول المكسيكية سيكستو دياز رودريغز، الذي أصدر ألبومان في نهاية الستينات بنمط جديد من الغناء، وقد سجلها لدى أشهر منتج أسطوانات، غير أنه قوبل بالتجاهل وفشل في تسويق العملين رغم النوعية الجيدة حيث لم يبع حتى نسخة في أمريكا، بعدها ظهرت إشاعات بأنه حاول الانتحار فوق أحد المسارح واختفى "رجل السكر". ولكن في النصف الآخر من العالم، وصل صدى رودريغز إلى جنوب إفريقيا حيث هربت أعماله الفنية إلى هناك واعتبره المعارضون لسياسة العنصرية نجمهم واستمعوا لأغانيه سرا لأن الحكومة البيضاء قد منعتها، ولم يعلموا أن محبوبهم يعمل في البناء قبل إشاعة الانتحار. استغرق المقدم والمنتج التلفزيوني مليك بن جلول قرابة ثلاث سنوات في عملية البحث عن رودريغز الذي وجده حيا يشارك في أنشطة سياسية للقضاء على العنصرية، وفي تحليقه إلى جنوب إفريقيا، حقق رودريغز أحلام محبيه وغنى لهم مباشرة الأغاني التي كانوا يحفظونها عن ظهر قلب، وكما أعاد لهم الحياة بغنائه لهم، أعادوا له الحياة بحبهم له. 86 دقيقة امتزجت بين العمل الوثائقي والدرامي، فرحلنا فيها إلى مكان عيش المطرب، فبن جلول قد اعتمد على إعادة تشكيل الجو العام الذي عاش فيه المطرب عند تسجيله لألبوميه، وبالمقابل أجرى مقابلات مع معجبيه الذين لم يكن يعلم عنهم الفنان المختفي شيئا. وعرض الفيلم الوثائقي شهادة منتجين وموسيقيين عملوا إلى جانبه في أواخر الستينات والذين أقروا بأن رودريغز كان ليصبح آنذاك من أهم المطربين لولا حظه السيئ. "البحث عن رجل السكر" قصة قد تبدو خيالية فهي تتحدث عن قلة الحظ أحيانا ولكنها كانت إيجابية لبطلها الذي اكتشف فيما بعد أنه ورغم هزيمته في المكان الذي يعيش به كان في ذات الوقت عبارة عن أسطورة في الجانب الآخر من الكرة الأرضية فصنع بذلك "الفن العابر للقارات". يذكر أن المخرج مليك بن جلول السويدي ذو الأصول الجزائرية، هو بالأصل مقدم ومنتج تلفزيوني، بدأ العمل في إنتاج هذا الفيلم الوثائقي الذي كان عبارة عن برنامج ثقافي تلفزيوني تحول إلى عمل فني ينافس أضخم الأفلام، حيث فاز كأفضل فيلم وثائقي في أوسكار 2013. زينب بن سعيد