جرت بحضور جمهور مقبول واستمرت إلى وقت متأخر بمبادرة من الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة نظم سهرة أول أمس ، بقاعة ابن زيدون برياض الفتح بالجزائر العاصمة حفل تكريمي شمل أعمدة الأغنية البدوية الوهرانية التي ساهمت في إثراء الموسيقى التقليدية في الغرب الجزائري، وتميز هذا الحفل التكريمي الذي يدخل في إطار سلسلة التكريمات التي بادرت إليها وزارة الثقافة والديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة الذي جرى في أجواء بدوية بامتياز عبرت عن الغرب الجزائري بألوانه الغنائية الأصيلة و أزيائه الخاصة التي أضفت على المكان بريق وهاج. وقد جرى الحفل بحضور وزيرة الثقافة خليدة تومي ووالي ولاية الجزائر العاصمة عبد القادر زوخ ،وقد تابع الجمهور العريض فيلما وثائقيا من إعداد عبد القادر بن دعماش وتعليق حسان بوسبولة تطرق لتاريخ الأغنية البدوية، تضمن الوجوه الفنية البارزة التي تؤدي هذا النوع الغنائي من أمثال الشيوخ عبد القادر الهداجي، المداني ، حمادة ،عبد القادر الخالدي ،مصطفى بن براهيم ،محمد بن طيبة وآخرين . وقد بدأ الحفل بإلقاء قصائد من طرف الشاعر الشاب الحاج أحمد بوزيان من تيارت لفحول الشعر البدوي كمصطفى بن إبراهيم، ومحمد بلخير شاعر ثورة أولاد سيدي الشيخ ،والشيخ الحاج خالد بن أحمد ، كما قرأ بوزيان قصائد له غاية في الجمال تغنى فيها بالوطن وثورة التحرير المظفرة ،كما غنت الفرق البدوية برئاسة الشيوخ محمد راسين من تيارت ،ومحمد الهواري من غليزان ،الشيقر من مستغانم ، الميلود الفيالاري من تيسمسيلت ، حيث قدموا قصائد رائعة تدعو إلى حب الوطن والتشبت بالوحدة وتدعو بالخير للبلاد والعباد وتستحضر جوانب من بطولات المجاهدين في محاربتهم الاستعمار البغيض . وقد طال التكريم شخصي الشيخين الميلود الفيالاري من تيسمسيلت والشيخ الحاج خالد ولد الزين الميهوبي اللذين سلمت لهما شهادتين تقديريتين وجوائز أخرى . تواصل الحفل التكريمي بعدها بوصلات غنائية بدوية جادت بها أصوات فنانين متميزين تحت قيادة الباي بكاي رفقة جوقه الموسيقي ، واستمع الحضور إلى وصلات غنائية من التراث الغنائي البدوي من أداء كلمن المطربين بوزيد الحاج و حورية حجاج خريجة مدرسة ألحان وشباب القادمة من تموشنت وعبد القادر الخالدي المستغانمي الذي ختم الحفل الساهر . كما تم بالمناسبة هذا الحفل التكريمي إصدار علبة اسطوانات تضم مجموعة من الأغاني البدوية الوهرانية لخمسة من فحول الأغنية البدوية من بينهم الشيخ حمادة ،الشيخ الجيلالي عين تادلس والشيخ عبد القادر بوراس والشيخ عبد القادر الهداجي ،والشيخ عبد القادر الخالدي. يذكر أن الأغنية البدوية تمتاز بالبساطة والعفوية وتعكس الحياة اليومية للجزائر عامة ، وجلبت اليها العديد من المحبين والعشاق من مختلف الأفاق كونها تعطي صور صادقة عن الحياة في البوادي والحواضر باسلوب سهل ومشوق قريب من نفسية المتلقي ولكونها تتطرق إلى العديد من المواضيع الاجتماعية بما فيها العادات والتقاليد والدينية والتاريخية.