نظمت وزارة الثقافة سهرة أول أمس، بقاعة ابن زيدون بديوان رياض الفتح حفلا تكريميا على شرف رواد الأغنية البدوية الوهرانية تحت إشراف وزيرة الثقافة خليدة تومي وبحضور جمع من محبي النغمة الأصيلة، ويندرج هذا الحفل المنظم ضمن سلسلة التكريمات التي بادرت إليها الوزارة منذ فترة وشملت العديد من الفنانات والفنانين الجزائريين الذين أثروا الساحة والحياة الفنية. وقد حظي عميدا الأغنية البدوية الشيخان الحاج خالد ولد الزين ميهوبي وهو كاتب ومؤلف له ديوان شعر خاص والذي يملك مكتبة خاصة بمنزله تجمع كل ما له علاقة بالتراث الجزائري الأصيل، والميلود الفيالاري من تسمسيلت الذي في رصيده 70 شريطا صوتيا وشريطي فيديو، وسلم لهما من طرف وزيرة الثقافة ووالي الولاية عبد القادر زوخ شهادتين ودرعا التكريم وهدايا رمزية. وقد سبق التكريم عرض فيلم وثائقي رصد وروى تاريخ رواد الأغنية البدوية في الغرب الجزائري، تبع ذلك قراءة لبعض النصوص الشعرية للشاعرين محمد بلخير الشاعر الثائر بطل ثورة أولاد سيدي الشيخ ولشاعر الحكمة والمثل للحاج خالد بن أحمد من شعراء أزخر القرن 19، قرأت من طرف الشاعر المجيد الحاج أحمد بوزيان من تيارت الذي قصيدته محن ومنح في حرب التحرير الوطنية. وقد غنى في هذه المناسبة بالإضافة إلى الشيخ الميلود الفيالاري، الشيخ محمد راسين من تيارت، والشيخ محمد الهواري من غليزان والشيخ الشيقر من مستغانم، كما أحيا الحفل التكريمي الذي كان تحت قيادة باي بكاي من الجيل الجديد كل من خالدي عبد القادر، حجاج حورية، بوزيد الحاج، راسيم أمحمد، تاجر أمحمد. وتمّ بالمناسبة صدور صندوق يضم مجموعة من التسجيلات من الأقراص المضغوطة لخمسة من فناني هذا الجنس الغنائي يتقدمهم الشيخ الحاج حمادة (1889-1968) من بلاد طواهرية قرب مستغانم الذي توفي عقب عودته من الحج. الشيخ الجيلالي عين تادلس (1930-1995) من وادي الخير بولاية مستغانم، سجل حوالي 126 أغنية أغلبها من كلماته، الشيخ عبد القادر بوراس (1909-1959) ولد بمجاجة بالشلف مؤدي أغنية بيا ضاق المور للشيخ الهاشمي بن سمير القصيدة التي كانت تعبر عن صرخة وألم وحزن وأسى الوضع الجزائري إبان الإستعمار وما جرى من ظلم وتعنت واستبداد مسلط على الشعب، الشيخ عبد القادر الهداجي (1936-1998) وهو من أولاد هداج بالرغاية ولاية الجزائر، شاعر وفنان ومنشط إذاعي صاحب صوت وأداء متميزين، الشيخ عبد القادر الخالدي (1896-1964) كان شاعرا وعازفا على الكمنجة وكان محبا للأدب الجاهلي وشعرائه كإمرئ القيس وعنترة بن شداد والأديب الفرنسي الراقي ألفراد دو ميسي ، كان ميالا إلى الغناء والشعر العاطفي، غنى له بلاوي الهواري والشيخ حمادة.