عبّر سكان حي قاسطو برنار 2، المتواجد بإقليم بلدية الدرارية عن تذمرهم المتزايد من التهميش الذي يطال حيهم من المسؤولين، رغم سلسلة الشكاوي التي رفعها هؤلاء إلى المسؤولين والتي تحمل في طياتها معاناة يتجرعونها طيلة إقامتهم بالحي. ومن خلال معاينتنا الحية وتحت رغبة وإلحاح شديدين للسكان، حدّثنا محمد وهو أحد قاطني الحي، أنه في الوقت الذي تم فيه تهيئة وتزفيت الشارع الرئيسي المؤدي للحي وربط هذا الأخير بحي وادي طرفة الذي شهد هو الآخر عمليتين للتهيئة في ظرف لا يتعدى سنتين، يتعرض حيّنا للنسيان والإهمال، الذي يعدّ حسبهم أمرا مقصودا، لا سيما أن الحي معظم البنايات المتواجدة على مستواه عبارة عن فيلات مبنية بطرق منظمة ومرتبة. غير أنه وبمجرد دخول الحي يقابلك مجموعة من المشاكل أهمها وضعية الأرض والمسالك الثانوية للحي التي انعكست بالسلب عليهم، خاصة خلال الفترات الممطرة، حيث تغرق معظم مسالك الحي الداخلية والثانوية في كميات لامتناهية من الأوحال والبرك المائية، بسبب الانتشار المذهل للحفر والمطبات، والمشكل نفسه يتكرر صيفا بسبب الغبار المتطاير الذي يشكّل ديكورا لا يفارق الحي. ناهيك عن مشكل أكثر تعقيدا من سابقه والمتعلق بتدفق المياه القدرة بالسطح، وانتشار النفايات، وفي سياق حديثنا مع هؤلاء كشف لنا أحد السكان أن الحي يعاني من انسداد في قنوات الصرف الصحي، الأمر الذي يؤدي في الكثير من الأحيان إلى تدفق المياه وتجمعها أمام تجمعاتهم السكنية، هذا إلى جانب الإنفجارات الذي تحدث بتلك القنوات مشكلة بذلك خطورة تهدد صحة وحياة هؤلاء السكان، الذين أكّدوا أنهم قاموا وبمفردهم بإنجاز قنوات الصرف الصحي التي تفتقد لأدنى الشروط المعمول بها، الأمر الذي يجعل انفجارها ورادا في أية لحظة، ويضيف إلى ذلك الروائح الكريهة المنبعثة من النفايات المتراكمة والتي شكّلت بدورها مفرغة عمومية لجأ إليها هؤلاء، في ظل غياب الأماكن المخصصة لرمي نفاياتهم أو حاويات عمومية والتي عجزت البلدية وحسب هؤلاء عن توفيرها، وفي هذا السياق عبّر السكان عن تذمرهم من الوضعية الذي أصبحت بهوا تطل عليه شرفات ونوافذ الحي، وتسبّب كل هذا في خلق إزعاج كبير وسط السكان بسبب ما آل إليه المنظر الخارجي للحي، هذا وقد طالب السكان بتوفير الإنارة العمومية بالحي الذي لا يزال وإلى غاية اليوم يفقد لهذه الخدمات التي تعد أكثر من ضرورية، سيما بالنظر إلى موقع الحي، هذا بالإضافة إلى المشكل الذي يواجهونه بهذا الخصوص. مشاكل السكان كثيرة، ورغم مكانة الحي في البلدية غير أنه يبقى مهمشا في نظرهم، ولذلك توجّه العديد من العائلات القاطنة بالحي شكاوي ونداءات إلى السلطات المحلية للنظر في مشاكلهم قبل تصاعد موجه الغضب التي ستؤدي حتما للخروج إلى الشارع والاحتجاج.