بلدية الحاكمية هي إحدى البلديات التابعة لدائرة سور الغزلان، والتي تبعد حوالي 40 كلم جنوب ولاية البويرة،وتعتبر من أفقر البلديات علي مستوى بلديات الولاية، والتي كانت ومازالت تعاني العزلة والتهميش، رغم تداول عدد من رؤساء البلديات منذ ظهورها، والتي تعرف سابقا باسم المرة قبل أن يبدل اسمها إلي الحاكمية وهذا في سنة1985. كانت بلدية الحاكمية قبل منتصف الثمانينيات تعرف بمنطقة المُرة، وهذا ربما لمرارة العيش فيها جراء انعدام الظروف المناسبة للحياة الكريمة باعتبارها بلدية معزولة تحدها من الشمال بلدية سور الغزلان ومن الجنوب برج اخريص والحجرة الزرقاء، غربا بلدية ديره وشرقا بلدية الهاشمية، ويقطنها حوالي 2000 نسمة في مساحة لا تتجاوز 68 كيلومتر مربع. الزائر لهذه البلدية يلاحظ أنها ضاربة في أعماق التاريخ من خلال بعض الآثار التي تعود إلى الحقبة الرومانية التي كانت تعرف فيها المنطقة باسم أوزيا، حيث توجد غرفة أولاد أسلامة المعروفة بضريح تاكفاريناس القائد الأمازيغي الذي ناضل من اجل الحرية ضد الاستعمار الروماني. البطالة..تلازم شباب المنطقة يمكن وصف البلدية في حي 20 أوت، الذي يعتبر من بين أكبر الأحياء السكنية بالبلدية، والذي يعود تاريخ بنائه منذ ثمانينات القرن الماضي، حيث لاحظنا العديد من شباب الحي متكئين علي جدران البنيات "ليحطيست" والبطالة تحوم حولهم، حيث حولنا محاورتهم حول الظروف الصعبة التي يعيشونها والتي زادت في الطن بلة وزادت في عزلتهم، وهي البطالة التي أصبحت الشغل الشاغل لموطني هذه البلدية، التي يمكن تسميتها بمقبرة الإرادة والعزيمة. حيث حولنا الدردشة مع بعض شباب الحي الذي يعاني في هذه البقعة المنسية ، علي غرار المناطق الأخرى علي المستوى الوطن، ف إبراهيم الذي يعاني الفقر مع عائلته ، وهو طالب جامعي ألزمته هذه الظروف الاجتماعية الصعبة على مغادرة الجامعة ، نظرا لعدم قدرة عائلته على توفير المصروف له، كما عبر لنا عن استيائه الشديد عن تركه مقاعد الدراسة ، فأمله الوحيد هو الحصول على منصب عمل مهما كان نوعه، وذلك لإعانة أسرته التي تعيش الفقر. نفس الوضعية يعيشها الشاب عبد الرحيم البالغ من العمر 23 سنة، والذي لم يسعفه الحظ لمواصلة الدراسة في الثانوية، فوجد نفسه مجبرا على قضاء الليل في السهر ولعب الدومينو باعتبارها المتنفس الحقيقي لهم في ظل انعدام فرص العمل، سيما أن البلدية لا تتوفر على وسائل الترفيه من مقاهي وقاعة التسلية مثل الانترنت وغيرها، باستثناء محل تجاري لبيع المواد الغذائية، أغلب السكان المنطقة يشترون ب"لكريدي" القرض حتى التبغ يقرضنه من هذا المتجر الصغير في الحي . وحسب العديد من هؤلاء الشباب أنهم في انتظار السلطات المحلية لإدراجهم ضمن المستفيدين من منحة الشبكة الاجتماعية، والتي بدون شك سيدفعونها لتسديد الديون المتراكمة عنهم. الثقافة.. مغلقة في البلدية ما لفت انتباهنا، ونحن نتجول عبر هذه البلدية الفقيرة، هو وجود مرفق ثقافي مغلق منذ تدشينه، أي منذ 10 سنوات، حسب تصريحات بعض السكان الذين أكدوا أن هذا المرفق مغلق دائما ولا يتوفر على أي تجهيز أي وسائل ترفيه، الأمر الذي يتطلب الإسراع في اتخاذ الإجراءات الميدانية من قبل المصالح المعنية لإعادة الحياة له باعتباره المرفق الوحيد بالبلدية الذي بإمكانه استقطاب السكان على مختلف الأعمار، لاسيما تلاميذ المؤسسات التربوية الذين يعيشون فراغا رهيبا. مركز بريدي بدون موظفين كما يوجد مركز بريدي واحد، والأغرب في ذلك وما عرفناه انه مسير من طرف موظف واحد فقط ،حيث يقوم هذا الوحيد بكل المهام من إدارة، توزيع البريد، ونقل الحوالات والطرود والرسائل. كما أن المرفق لا يتوفر إلا على كرسيين تبرعت بهما البلدية وجهاز واحد للإعلام الآلي، وهو عبارة عن حجرة لا تتجاوز مساحتها 12 متر مربع تنعدم فيها شروط العمل.. وكثيرا ما يظل المواطنون ينتظرون دورهم للإطلاع على حساباتهم الجارية أو سحب أموالهم باعتبار أن هذا الموظف ينتقل يوميا إلى القباضة الرئيسية لسور الغزلان لنقل الرسائل وتحويلها وغيرها من الخدمات تاركا المكتب البريدي مغلقا في وجه المواطنين. محلا ت مهنية مغلقة في حي 20 أوت من المفارقات العجيبة التي صادفتنا ونحن نقوم بهذا الروبورتاج، هو وجود ازيد من 26 محلا مهنيا مغلقا بحي 20 أوت، الواقع على بعد حوالي 1 كلم عن مقر البلدية، في الوقت الذي يشكو فيه شباب بقية البلديات من انعدام هذه المحلات لممارسة مختلف الحرف. أكد احد مقربين من البلدية، أن المنطقة استفادت من حصة تقدر ب 26 محلا إلا أن مصالح البلدية لم تستلم إلى حد الآن أي طلب استفادة من هذه المحلات التي يعول عليها لإنشاء مناصب عمل لا تقل عن 70 منصبا لضمان لقمة العيش في ظل أزمة البطالة التي مست أغلب السكان، وبالتالي فإنه نظرا لقلة الحرفيين بالمنطقة فإن الأمر يستلزم عدم إخضاع توزيعها إلى الشروط التي حددها القانون والاكتفاء بتوزيعها على الشباب البطال حسب الظروف الاجتماعية. مطالب كثيرة ومشاريع منعدمة من خلال مصادرنا الموثوقة في البلدية، قدم لنا هذا الأخير حوصلة عن أهم المشاريع التي تعرفها البلدية في مختلف الميادين، سواء العادية منها أو ضمن تنمية الهضاب العليا، إلى جانب المشاريع التي استفادت منها البلدية خلال هذه السنة. ففيما يتعلق بالمشاريع التي تعرفها حاليا البلدية، مركز للمياه الشروب في منطقة بوطاقة، صيانة شبكة التطهير الرئيسية بمقر البلدية بتكلفة تصل الي 250 مليون سنتيم، إنجاز شبكة التطهير بالحمايمية بتكلفة 390 مليون سنتيم، تهيئة الملعب البلدي بغلاف مالي يقدر ب500 مليون سنتيم في اقرب وقت ممكن، وتجديد شبكة توزيع المياه و إنجاز خزان الماء الشروب بسعة تفوق 75 متر مكعب بتكلفة فاقت 450 مليون سنتيم، إلى جانب رصد غلاف مالي قدر ب 2 مليار سنتيم لبناء مسجد بقرية ذراع لحرش الواقعة على بعد حوالي 8 كلم عن مقر عاصمة البلدية، وإنجاز قاعة علاج بتكلفة 400 مليون سنتيم، وتعبيد طريق الحاكمية - أهل الشفية على مسافة 7.5 كلم بتكلفة فاقت 2.5 مليار سنتيم. وبصفة عامة فإن سكان بلدية الحاكمية ينتظرون التفاتة جادة من قبل المسؤولين المعنيين، وذلك بتخصيص اعتمادات مالية أخرى لإنجاز مؤسسات ومراكز استثمارية من أجل إنشاء أكبر عدد ممكن من مناصب الشغل لإخراجهم من دائرة العزلة والنسيان، مع العمل على توفير مختلف المرافق والوسائل الضرورية للحياة كدار للشباب، ربط البلدية بالغاز الطبيعي، توفير وسائل النقل، القضاء على مشكل نقص المياه الشروب وهياكل رياضية، وربط بعض الأحياء بالكهرباء، وتخصيص برامج فلاحية لأبناء المنطقة، ترميم السكنات الاجتماعية المنجزة من قبل ديوان الترقية والتسيير العقاري الكائن مقرها بالحاكمية مركز، وغيرها من المشاريع والإنجازات التي تخدم المصلحة العامة. القرن الواحد والعشرين.. موطنين بدون كهرباء تبعد قرية أهل الشعبة عن مقر البلدية بحوالي 3 كلم فقط، إلا أن سكانها مازالوا محرومين من خدمات الطاقة الكهربائية منذ حوالي 10سنوات، حيث سبق لهم أن هجروها طيلة العشرية السوداء وعادوا إليها في نهاية التسعينيات بعد الوعود المقدمة من قبل المسؤولين بتوفير شروط الإقامة والاستقرار، إلا أنهم وجدوا أنفسهم محرومين من عدة خدمات، وعلى رأسها الكهرباء، ومازالوا ينتظرون تجسيد التزامات مصالح سونلغاز بتزويدهم بهذه الطاقة الحيوية إذ أنهم حاليا يستعملون محركات الطاقة التي تشتغل بالمازوت، والتي أثقلت كاهلهم في ظل اتساع رقعة الفقر والبطالة وتدني القدرة الشرائية، وهم يلتمسون من مصالح سونلغاز الإسراع في ربطهم بشبكة الكهرباء لإخراجهم من دائرة العزلة ولو بالقليل. قرية تستغيث لإخراجها من عزلتها قرية ذراع لحرش في بلدية الحاكمية، تعتبر من أكبر القرى بالبلدية نظرا للكثافة السكانية فيها، تبعد عن مقر البلدية بحوالي 8كلم إلا أن سكانها المقدر عددهم بحوالي 600 نسمة يعانون من عدة مشاكل أثرت سلبا على حياتهم اليومية، في ظل الطريق التي غزته الحفر منذ مدة والمؤدي إلي مقر البلدية، وهذه الوضعية أجبرت العديد منهم على التنقل مشيا على الأقدام أو كراء سيارات الأجرة والتي تفرض عليهم دفع مبالغ مالية تكوي جيوبهم، وغيرها من الوسائل المستعملة في التنقل. وما لمسناه عند احتكاكنا للموطنين المنطقة وما سرحوا لنا نجد أن الخدمات الصحية فيها تكاد تكون معدومة، في ظل انعدام صيدلية ومركز صحي جواري وأطباء، خاصة أن قاعة العلاج الوحيدة بهذه القرية مغلقة منذ أكثر من 12 سنة، أي منذ تاريخ تدشينها.. مما أجبر المواطنين على التنقل إلى المستشفيات الأخرى كسور الغزلان، عين بسام وعاصمة الولاية. دون أن ننسى أزمة المياه الصالحة للشرب. وغيرها من المشاكل التي يعاني منها المواطن البسط في المنطقة في ظل تداول المنتخبين كرسي المجلس البلدي لتسخينه فقط لا غير.