اعتبر مختصون النقاش الجاري والجدل الذي يثيره استغلال الغاز الصخري مادة سياسية للاستهلاك، وانحرف عن مضمونه العلمي البحت. يرى زايري بلقاسم، أستاذ في الاقتصاد الدولي بالقطب الجامعي بلقايد بوهران، "أن المعطيات والرهانات الحالية، تقتضي منا العمل من أجل التحكم في تكنولوجيات استخراج الطاقات غير التقليدية، وتكوين إطارات جزائرية كفأة في هذا المجال، بما يجعل الجزائر تستغني عن الاعتماد الكلي على الخبرات الأجنبية". واعتبر المتحدث المزايدات التي ترافق هذا التوجه الجدي، "غير مبررة وغير لائقة"، وبشكل عام قال "أرى أن الظرف الدقيق الذي تعيشه الجزائر، والذي يتسم بمحاولات إيجاد إيرادات أخرى، برؤية اقتصادية مستقبلية، يستوجب نقاشا أنضج، يناقش التحديات والفرص المترتبة على تغيير نماذج الطاقة المتبعة إقليميا وعالميا، وتابع الأستاذ بلقاسم: هذا نقاش لم يثر في الجزائر بشكل كاف، فقد سبقته نقاشات مماثلة في سياقات أخرى بعديد الدول، حققت انجازات كبيرة في المجال، وأضاف أن جزء من انهيار النفط في الأشهر الأخيرة يعود إلى الفائض من إنتاج البترول والغاز الصخري في الولاياتالمتحدةالأمريكية، مشيرا إلى أنه حان الوقت لتنويع مصادر الدخل، ولا خلاف على استخدام الطاقات غير التقليدية والتفكير الجدي في استغلال الطاقات غير المتجدّدة، ولكن مع مراعاة وضع قوانين صارمة، تخدم الاقتصاد الوطني وتحصّن البيئة والمياه. واعتبر ماوي عبد الكريم، أستاذ في الكيمياء الصناعية، أن النقاش الآن لا ينبغي أن ينصبّ حول من "مع أو ضد الغاز الصخري"، لأنه نقاش غير مجد، بل يجب أن يتوجه النقاش حون الوسائل التقنية التي ستستعمل في استغلاله، مؤكّدا أن مناطق ومكامن الغاز الصخري في الجزائر متفرقة ومعظمها بعيدة عن الآبار الجوفية، وبالتالي، من الناحية العلمية مستبعد تسرب الغاز الصخري أو المواد الكيميائية من منطقة الصخر الغازي إلى منطقة الأحواض المائية. وقال: يتعين على المواطن أن يدرك أنه ليس هناك دولة تضر بأبنائها، مؤكّدا أن البحث عن الغاز الصخري بالجزائر في مراحلها الأولى، وهي الاستكشافات، تليها بعد ذلك مرحلة البحث، وقال مرحلة الاستغلال المتوقعة بعد 20 سنة، ستكون التكنولوجيات اللازمة جاهزة، بحسب التقديرات الأولية. ونظمت جمعيات المجتمع المدني، منها جمعيات حماية البيئة، أمس السبت، تجمعا في ساحة بور سعيد بشارع جيش التحرير بوهران، للمطالبة بوقف التنقيب عن الغاز الصخري في الجنوب الجزائري، ومساندة سكان عين صالح المحتجين منذ قرابة شهر ضد استخراج الغاز الصخري.