خبراء يطالبون بتأجيل استغلال الغاز الصخري لمدة 15 سنة دعا خبراء في مجالات مختلفة، إلى تأجيل استغلال الغاز الصخري لمدة 15 سنة أخرى لغاية توصل الدراسات والأبحاث العلمية التي تقودها مخابر عالمية، إلى تقنيات حديثة أقل ضررا بالبيئة وصحة الإنسان، وحينها مثلما قالوا، يمكن أن يتم اللجوء لهذه الطاقة من أجل تعويض أو دعم مخزون الطاقات التقليدية. كما لم يبدِ هؤلاء معارضتهم لعمليات الإستكشاف الحالية على أن تبقى في مرحلة التعرف على المخزون وفتح دراسات أعمق حول المناطق المستكشفة. ففي كلمته التي ألقاها أمس الخبير محمد بلبشير من قسم الكيمياء بجامعة وهران، خلال الندوة التي أشرف عليها حزب حركة الشبيبة والديمقراطية برئاسة شلبية محجوبي والتي احتضنها مقر دار الشباب ابن تاشفين بوهران، أكد المتحدث أن طريقة الكسر المائي للطبقات الجوفية يمكن أن تتسبب في تلويث المياه الجوفية على عمق أكثر من ألفي متر، مرجعا السبب كون عملية التكسير المائي يمتزج فيها الماء بكميات قد تصل إلى 20 ألف متر مكعب في كل بئر مع مواد كيميائية أخرى، هي التي قد تتسرب لجوف الأرض عن طريق الشقوق الناجمة على عملية الكسر، وبالتالي لا يمكن معرفة كم من كمية مياه جوفية تم تلويثها، علما أن المعركة العالمية القادمة هي معركة مياه، وأن الجزائر تملك في صحرائها ملايين الأمتار المكعبة من المياه الجوفية تجعلها من أوائل الدول في العالم من حيث المخزون متسائلا «لماذا نتسرع في تلويث هذه الثروة الآن؟». مضيفا أنه يمكن حاليا إستغلال ثروات أخرى مثل الهيليوم الذي تعد الجزائر حسبه الأولى إفريقيا من حيث مخزونه. كما أكد الأستاذ بوتيبة زيتوني أنه يجب موازنة نتائج الإستكشافات في بلادنا مع تلك الموجودة في بلدان أخرى في أوروبا وأمريكا، والتعامل بحكمة مع نتائجها على الإقتصاد الوطني نظرا لتكلفة الغاز الصخري عند استخراجه بينما بيعه سيكون بنفس أسعار الطاقات التقليدية الحالية، مطالبا الحكومة بالإجابة على سؤال «هل إقتصادنا مهدد، وهل الغاز الصخري فعلا هو الحل الآن؟». ورافع الأستاذ حمادي عبد القادر من أجل إقامة دراسة إقتصادية تراعي تكاليف الإستغلال وبيع هذا الغاز في المدى المتوسط وإنعكاسات ذلك على الدخل العام للجزائر الذي يرتكز حاليا على 95 بالمائة من مداخيل المحروقات. من جهتها، ناشدت أمس رئيسة حزب حركة الشبيبة والديمقراطية شلبية محجوبي، بالمناسبة، رئيس الجمهورية لفتح حوار وطني حول الغاز الصخري، لتوضيح الرؤى أكثر والشرح التفصيلي لعمليات التنقيب والإستخراج، داعية إلى أن يكون هذا الحوار مع الخبراء والمختصين وليس الأصوات التي أطلقت العنان لتفسيراتها غير العلمية.