يعود المنتخب الوطني اليوم إلى أجواء التدريبات التي ستدوم إلى غاية 6 جوان المقبل، ولكن هذه المرة في ألمانيا أين ستجري المرحلة الثانية من التربص الذي برمجه الطاقم الفني والاتحادية الجزائرية، في إطار الاستعدادات التي تسبق المونديال، وذلك من أجل مواصلة العمل الذي بدؤوه في سويسرا. تتخلل هذا التربص كما جرت عليه العادة مباراة ودية هي الثانية لأشبال سعدان في ظرف أسبوع، والتي ستكون ضد المنتخب الاماراتي، حيث سيسعى سعدان في هذا اللقاء إلى تصحيح الأخطاء التي سجّلها خلال مباراة ايرلندا، وبالتالي الوقوف على مدى اندماج اللاعبين مع بعضهم ومدى جاهزيتهم خاصة من الناحية البدنية، بما أن لقاء دبلن كان من أجل اكتشاف الوجوه الجديدة إضافة إلى غياب كوادر الفريق ما جعل سعدان لا يصل إلى معرفة مدى نجاح تربص سويسرا بالشكل المطلوب، وبالتالي فإن الناخب الوطني رفقة مساعديه تنتظرهم مهمة صعبة للغاية من أجل وضع النقاط على الحروف خلال هذا الأسبوع الذي يعتبر الفرصة الأخيرة لخلق الانسجام والتناسق بين جميع الخطوط، هذا نظرا لأن التشكيلة عرفت تواجد سبعة لاعبين جدد، ما يعني أنهم بحاجة إلى فترة من الزمن حتى يتأقلموا مع بعضهم ما دامت الإمكانيات الفردية متوفرة، ويبقى فقط العمل الجماعي الذي يجب تحقيقه من أجل الوصول إلى نتائج إيجابية. ولكن عامل ضيق الوقت ليس في صالح الشيخ سعدان الذي عليه تدارك كل شيء، واستغلال الملاحظات التي دوّنها خلال المرحلة الأولى وكذا لقاء دبلن الذي من شأنه أن يساعد في كثير من الأمور خاصة في طريقه تمركز اللاعبين فوق المستطيل الأخضر مادام المنتخب الارلندي يلعب بنفس الطريقة التي يلعب بها الانجليز وكان من بين المرشحين إلى الذهاب لنهائيات جنوب إفريقيا، إضافة إلى أن المرحلة الأولى من التربص خصّصت بنسبة كبيرة لأجل إعادة تأهيل اللاعبين من الناحية البدنية نظرا لأن معظمهم كانوا يعانون من الإصابات، حيث أن معظم اللاعبين الأساسيين لم يشاركوا في اللقاء الودي حتى يمنحهم المدرب راحة أكثر، ومن جهة أخرى حتى لا تتفاقم إصاباتهم وانتظار إشارة الطاقم الطبي الذي سيحدد متى يعودون إلى أجواء التدريبات وفقا لبرنامج خاص من أجل تفادي أي طارئ، هذا من جانب التحضير البدني، أما من جانب وضع التشكيلة المناسبة والخطة التي سيلعب بها سعدان خلال المونديال فهذا ما زال لم يتحدد بعد، ربما إلى ما بعد مباراة الامارات عندما يحضر جميع اللاعبين وبالتالي يتسنى للمدرب وضع الخطة المناسبة خاصة وأننا لاحظنا أن التنسيق غائب بين الخطوط الثلاثة، ناهيك عن الضعف الذي تعاني منه على مستوى الخط الأمامي، أي أن الهجوم الجزائري لا يزال لم يتشكل بالصفة المطلوبة من أجل دك شباك المنافسين بالأهداف في جنوب افريقيا، وهذا راجع لغياب رأس حربة صريح يمكن الاعتماد عليه في ذلك، في ظل صيام غزال عن التهديف مع المنتخب منذ التصفيات دون حديث عن عدم القيام بمهمته على أكمل وجه ما دام أنه آخر لاعب في التشكيلة، حيث سجّل هدفين فقط منذ قدومه إلى الفريق وهذا ما يطرح عديد التساؤلات عما إذا كان سيستفيق خلال كأس العالم خاصة مع عودة رفيق جبور إلى التشكيلة.