قامت الاتحادية الجزائرية لكرة القدم بترتيب كل الظروف لالتحاق اللاعبين المحترفين في الموعد المحدد لبداية تربص المنتخب الوطني المقرر نهار اليوم، وفي ظل أزمة الملاحة الجوية التي تعرفها أغلب مطارات فرنسا بسبب السحاب الناتج عن بركان إيسلندا، اتصل أعضاء في الفدرالية باللاعبين لإعلامهم بمخطط الرحلات للالتحاق بسويسرا نهار اليوم، حيث تبين أن أغلب اللاعبين سيتواجدون في فرنسا وعليه اختار المسؤولون في “الفاف” حلا يجنبهم تضييع بداية التربص بسبب اضطراب الرحلات الجوية من وإلى بعض المطارات الأوربية. الحجز على متن القطار السريع “باريس – لوزان” وفي هذا السياق، قام المسؤولون في الاتحادية بحجز تذاكر للاعبين للتنقل من باريس نحو لوزان السويسرية التي تبعد عن مقر معسكر “الخضر” ب “كرانس مونتانا” ب 120 كلم، حيث سيكون في استقبال اللاعبين وليد صادي الذي تنقل منذ الثلاثاء الفارط إلى هذا المركز لترتيب كل الظروف قبل وصول الوفد الجزائري واللاعبين المحترفين المتواجدين في أوروبا، وبذلك ستكون نقطة العبور بالنسبة لأغلب اللاعبين المحترفين هي باريس التي تملك خطا مباشرا للقطار السريع “باريس - لوزان” السويسرية وهو ما سيسهل من التحاق اللاعبين بتربص “الخضر” في ظل اضطراب الرحلات الجوية في أغلب مطارات أوربا. عنتر، بوڤرة، مطمور وصايفي يلتحقون من باريس سيشهد أول يوم من التربص حضور أغلب العناصر المحترفة وركائز الفريق، حيث غادر كل من عنتر يحيى وبوڤرة البارحة الجزائر أين مكثا 48 ساعة لأسباب مهنية نحو باريس حيث سيصور بوڤرة ومضة إشهارية لصالح بيجو، قبل أن يلتحق اليوم رفقة زميله عنتر على متن القطار السريع المتوجه مباشرة نحو لوزان. وحتى صايفي سيلتحق بالتربص من فرنسا مباشرة على متن القطار السريع بعدما تلقى تسريحا من إدارة إيستر بالغياب عن المواجهة الأخيرة بعدما ساعد النادي على البقاء في القسم الأول. منصوري سيلتحق يوم الأحد بعدما كان مقررا أن يكون القائد منصوري مع أول الملتحقين في تربص سويسرا إلا أن المعني أكد في تصريحه أن فريقه رفض تسريحه قبل نهاية آخر جولة من عمر البطولة الفرنسية السبت القادم، ولكن مصادر مقربة من منصوري تؤكد أن هذا الأخير سيحل بالجزائر يوم السبت القادم من أجل تسوية بعض الأمور الشخصية قبل أن يلتحق يوم الأحد ب “كرانس مونتانا” لمزاولة التحضيرات مع “الخضر”. بلعيد، قادير ومجاني في الموعد كما سيكون الثلاثي الجديد بلعيد - مجاني - قادير والذي ينشط في الدوري الفرنسي في الموعد مع أول أيام التربص بعدما تلقى الإذن بالغياب عن الجولة الأخيرة مع كل من بولون سور مار، فالنسيان وأجاكسيو، حيث سينضم الثلاثي إلى قافلة عنتر، بوڤرة، مطمور، صايفي وزياني ليكونوا في الحصص الأولى من التربص. جبور، غزال ومصباح آخر الملتحقين وسيكتمل التعداد يوم 17 ماي القادم بالتحاق الثنائي غزال - مصباح من إيطاليا، حيث سيشارك غزال في آخر مواجهة أمام الإنتير الأحد القادم بينما سيلعب مصباح في الجولة القادمة لترسيم صعود ليتشي والالتحاق بعدها بالمنتخب رفقة جبور الذي يلعب دورة “بلاي أوف” مع أيك وقد يكون آخر لاعب يلتحق بالتربص في حال أجبر على البقاء إلى غاية المباراة الأخيرة من هذه الدورة والمقررة يوم 19 من هذا الشهر. البركان يهدد مواجهة إيرلندا مخاوف الطاقم المسير ل “الخضر” تخص السفر من سويسرا إلى إيرلندا في رحلة خاصة من طرف الاتحادية الإيرلندية للعب المواجهة الودية المقررة يوم 28 من الشهر الجاري ب “دبلن”، ولكن في حال استمرار السحاب الناجم عن بركان إيسلندا فإن الرحلة نحو دبلن ستلغى، وهو ما قد يوجد مشكلا لتشكيلة سعدان في التنقل إلى إيرلندا ولعب هذه المواجهة الهامة. حافلات تحت تصرف “الخضر” في سويسرا تنقل اللاعبين الجزائريين من محطة القطار بلوزان أو من مطار جنيف نحو مقر معسكر الفريق في “كرانس مونتانا” سيكون بواسطة حافلات وضعها مدير فندق “بالاس أند ڤولف” تحت تصرف الوفد الجزائري لتسهيل مأمورية الالتحاق بهذا المركز في الأيام الخمسة الأولى من التربص والتي ستعرف توافد اللاعبين المحترفين تباعا. ------------------------------- تربص “كرانس مونتانا” يُثير قلق الأخصّائيين قبل الانطلاق الرسمي لتربص “كرانس مونتانا”، ارتأينا أن نأخذ آراء المُختصّين في مجال التحضير البدني، بما أن الأمر يتعلق بقاسم مشترك بين جميع الرياضات وهو تحضير مجموعة لغمار منافسة رسمية دولية. وصبّت جميع الآراء في أن الحالة التي يمرّ بها منتخبنا الوطني استثنائية من جميع النواحي، إلا أن تربص “كرانس مونتانا” أصبح يؤرّق البعض منهم بسبب الإصابات التي تلقاها بعض ركائز المنتخب الوطني مؤخرا، والتي قد يكون(التربص) السبب في تفاقمها إن لم يتعامل معها المدرب الوطني ومعها طاقمه الطبي بحزم وحذر شديدين، والفرصة حسب الأخصائيين مواتية لتخطي حاجز الإصابات ونقص المنافسة. المرتفعات هي العدوّ الأول للإصابات ومن خلال حديث الأخصائيين في التحضير البدني، يتضح لنا جليا أن التجربة علّمتهم أن التحضير في المرتفعات قد يتسبّب في تعقيد إصابات الرياضيين وعلى وجه الخصوص لاعبي كرة القدم، بما أن أغلب اللقاءات والمنافسة الرسمية تجري في أماكن منخفضة، وبما أن الأجواء المناخية تختلف بينها وبين المناطق المرتفعة، فإن هذا التغيير عادة ما يتسبّب في عواقب وخيمة تصل إلى حدّ تفاقم الإصابات، الأمر الذي أضحى يحذّر منه الأخصائيون كثيرا، ويطالبون من سعدان توخي الحذر بخصوص هذه النقطة ليكون التربص ناجحا ويستهلّ منتخبنا الوطني غمار المنافسة العالمية قبل أقل من شهر بشكل قوي. الحلّ في إطالة مدّة التربص وبرنامج العمل الذي سيُطبّقه سعدان وفي كل هذا، يبقى البرنامج الذي يحضّره سعدان المفتاح الوحيد في تجنيب أي مضاعفات قد لا تُحمد عواقبها، بالإضافة إلى أنه هناك إجماع من المختصين على أنه كلما طالت مدّة التربص زادت نسبة شفاء اللاعبين. لكن الأكيد هو أن خبرة سعدان قد تصنع الفارق، بما أنه أكد في العديد من المرات أنه يعي جيدا ما يفعله عندما برمج التربص في “كرانس مونتانا”، وهي فرصة حقيقية لكي يُجنّب لاعبيه كل أشكال الإصابات ونقص المنافسة التي طرأت عليهم في الآونة الأخيرة مع أنديتهم، ويبقى كلّ شيء متوقفا على المواجهات الودية التي سيلعبها منتخبنا أمام إيرلندا والإمارات. -------------------------------------------------- بوراس (محضر بدني في ألعاب القوى):“التحضير في المرتفعات قد يزيد إصابةاللاعبين حدّة، إلاّ في حالة واحدة” يُعتبر المدرب عمار بوراس من بين الأسماء الرياضية المعروفة في بلادنا وفي ألعاب القوى على وجه الخصوص، والذي كان الشرف في تدريب رمزين من رموز أمّ الرياضات في بلادنا وهما نورالدين مرسلي وحسيبة بولمرقة في فترة من الفترات، اخترناه كعيّنة من العديد من المختصين الذين يعرفون طبيعة التحضير لمنافسة كتلك التي ستجري في جنوب إفريقيا، وكان لنا معه هذا الحوار لمعرفة رأيه في التربص الذي سيُجريه المنتخب الوطني في سويسرا وانعكاساته على الحالة الصحية لبعض لاعبينا... في البداية، نريد معرفة رأيك باعتبارك مدربا ومحضرا بدنيا لألعاب القوى، حول المكان الذي اختاره سعدان لإقامة التربص التحضيري للمنتخب الوطني؟ أرى أن المدرب رابح سعدان يعي جيدا ما يفعله عندما قرّر برمجة التربص في هذه المنطقة المرتفعة، وهو يريد أن يكون عناصر الفريق على أتم الاستعداد قبل “المونديال“ القادم، ويجب القول إنه اختيار صائب ويتناسب والتحضير لمثل هذا الموعد العالمي الهامّ. كنت صرحت سابقا أن المرتفعات قد تضرّ المصابين أكثر مما تنفعهم؟ هذا بحكم تجربتي، لأنه سبق لي أن تعاملت مع مثل هذه الحالات، وكلّما أجرينا تحضيرات برياضيين مُصابين في مناطق مرتفعة تتفاقم الإصابات. الآن بقي أن أشير إلى أن المعطيات تختلف والمعايير التي سيعتمد عليها سعدان ستكون مختلفة، وبعبارة أخرى أقول إن سعدان أمام مجموعة من اللاعبين يملكون خبرة كبيرة بحكم احترافهم في أندية محترمة، وعليه أستطيع القول إن الحل ّ في تجاوز مشكل الإصابات يكمن في حالة واحدة. ما هي؟ إطالة مدّة التربص، حيث سيسمح ذلك لسعدان من ضبط برنامج خاصّ للاعبيه المصابين أو الذين يعانون مشكل نقص المنافسة، بالإضافة أن المدّة الزمنية تلعب دورا مهما. المنتخب سيبقى لفترة تتجاوز الأسبوع، فهل تظنها كافية لذلك؟ في هذه الحالة يمكن القول إن الطاقم الطبي ل “الخضر” سيتحكّم في الوضعية، لأنه لو كانت المدّة الزمنية قليلة فإن الإصابة ستتفاقم مع مرور الوقت، لكن بما أن المدّة ستتجاوز الأسبوع فإن مشكل الإصابات يمكن التحكّم فيه، بل الأكثر من ذلك فإن لياقة البعض ستتحسّن. إذن من الممكن أن يكون منتخبنا الوطني مستعدّا بشكل كلي قبل “المونديال“؟ ليس بشكل كلي، لأن الحقيقة التي لا يجب إخفائها هو أن منتخبنا لن يكون بنفس جاهزية المنتخبات التي يتواجد لاعبوها في لياقة بدنية معتبرة أو الذين لا يعانون مشكل الإصابة، لكن دخول منتخبنا في غمار المنافسة سيكون بشكل تدريجي، وأتمنى أن يضع الطاقمان الفني والطبي برنامجا يسمح لعناصرنا بدخول أجواء المنافسة في مباراة سلوفينيا، حتى لا ننتظر المنافسين الآخرين وهما انجلتراوالولاياتالمتحدةالأمريكية. هل من توضيح في هذه النقطة؟ أكيد، قلت لكم إن دخول منتخبنا الوطني في غمار المنافسة سيكون تدريجيا، ولا يمكن التكهّن بأي مباراة سيكون لاعبونا في أوجّ إمكاناتهم البدنية، وعندما أشرت إلى أنه من الضروري التركيز على مواجهة سلوفينيا للدخول بقوة، فأنا أقصد أنه على الطاقم الفني أن يضمن جاهزية العناصر الوطنية لمباراة سلوفينيا وهذا لن يتحقق إلا بمضاعفة المجهود. تقصد أن المنتخب الوطني لو ضمن أحسن تحضير لمباراة سلوفينيا ويحقق نتيجة إيجابية سيكون وقعها إيجابيا علينا؟ هذا ما أقصده بالضبط، لأننا لو اتّكلنا على مواجهة إنجلترا وبعدها الولاياتالمتحدة ونواجههما ونحن حققنا نتيجة سلبية أمام سلوفينيا، فإن عامل الثقة سيصبّ في صالحهم وليس في صالحنا، وعليه فإن مباراة سلوفينيا ستسمح لنا بتجنّب عامل الشكّ الذي قد يؤثر في لاعبينا. شكرا على هذه التوضيحات؟ لا شكر على واجب، وأتمنى من صميم قلبي فقط أن يكون تربص “كرانس مونتانا” بمثابة جرعة أوكسجين حقيقة للاعبينا وعناصرنا الوطنية، للدخول بقوة في هذا المحفل الدولي الكبير، وتشريف الرياضة الجزائرية عامة وكرة القدم بشكل خاصّ. ---------------------------------------------- سعدان زار عائلته في مارسيليا قبيل سفره مع “الخضر” قام الناخب الوطني رابح سعدان أمس بزيارة إلى مدينة “مارسيليا” الفرنسية تفقد خلالها عائلته التي لم يرها منذ فترة طويلة بسبب ارتباطاته مع المنتخب وانشغاله بمعاينة اللاعبين المغتربين وإعداد قائمة ال 25 الأولية للمونديال”، ويكون سعدان قد أدرك بأن انعدام الوقت في الفترة المقبلة التي سيتربص فيها المنتخب سويسرا وألمانيا قبل شد الرحال إلى جنوب إفريقيا، لن يسمح له بزيارة عائلته، ففضّل أن يقدّم زيارته لها قبيل سفرية اليوم إلى مركز “كرانس مونتانا” بسويسرا. زيارته لعائلته غالبا ما كانت فأل خير وحسب مصادر مقربة جدا من الناخب الوطني، فإنه تعوّد في كلّ خرجاته الأخيرة مع المنتخب على زيارة أفراد عائلته بفرنسا، وغالبا ما كانت تلك الزيارات تجلب له الفرحة والسعادة مع المنتخب الوطني خصوصا خلال الإقصائيات المزدوجة لكأسي إفريقيا والعالم 2010، وها هو يأبى إلا أن يعيد الكرة ثانية قبيل محطة هي الأصعب في مشواره كمدرب منذ سنوات عدة، لأنه مقبل على الإشراف على منتخبنا في “المونديال الإفريقي” المقبل بعد غياب دام 24 سنة كاملة عن هذا المحفل الكروي العالمي، ومن يدري، فقد تكون دعوات أفراد عائلة سعدان مستجابة وفأل خير عليه وعلى المنتخب في المهمة التي تنتظرهما بجنوب إفريقيا بعد أيام قليلة من الآن.