ناشدت نحو 150 عائلة تُقيم بحيّ ريكة محمّد في دوّار يمّا مغيثة المعروف بحي سليمان شعشوع الواقع على نحو 3 كيلومتر من بلديّة البليدة ، السلطات المحلية و الولائية على ضرورة النظر في انشغالهم و التعجيل في البحث عن سُبُل التوصُّل لحلّْ مشكل وضعيّة سكناتهم " غير القانونيّة " خاصة بعدما بلغ أسماعهم " نبأ هدم سكناتهم " من طرف السّلطات المحليّة التي إستنكرت شرعيّتهم في المطالبة بحقّهم في الإستفادة من المشاريع التّنمويّة . و أكد السكان في لقاء جمعهم بالجزائر الجديدة ، أنّهم يعيشون تحت رحمة التهميش و فقدان أدنى ضروريات العيش المتواضع أمام تغاضي السلطات المحلية في توفير أدنى المشاريع التنموية بدءا بالماء و الغاز و الكهرباء ، حيث لقي سكّان ريكة محمّد إستنكار الجهات المحليّة بعدم شرعيّة إقامتهم بالحيّ الذي إحتضنهم طيلة سنوات العشريّة السّوداء ، موضحين " أنّ مدّة إقامتهم تتراوح بين 10 إلى 19سنة " فيما أكّدت أغلبيّتهم تجاوزهم للأربعين سنة دون أن تحظى بالتّسوية القانونيّة " خاصة بعد إكتشاف بيع قطع أرضية لأكثر من مستفيد في وقت سابق" - يضيف هؤلاء- ، مشيرين الى الحياة البدائية التي يتقاسمونها لإنعدام أدنى الضّروريات الملحّة للعيش الكريم ، من غيابٍ في قنوات الصّرف الصحي حيث إستدعى بهم اللّجوء إلى إستعمال الحفر لصرف المياه القذرة التي تسبّب في إصابة أطفالهم بمختلف الأمراض. و عن مشكل الكهرباء ذهب هؤلاء الى التأكيد أنهم طرقوا كل الأبواب لإنهاء أزمة جلب الخيوط الكهربائية من العائلات التي حظيت بعداد في منزلها حيث تتقاسم أكثر من 8 عائلات عدّادا واحدا ، - و يضيف هؤلاء – أنّ نداءاتهم باءت بالفشل بحجة عدم إقامتهم القانونية بالسكنات ، و بخصوص أزمة الماء قال السكان " أنّ منازلهم تخلو من الحنفيات حيث تتوزّع عبر أرجاء المنطقة 4 حنفيات تستغلّ لفائدة هؤلاء ، و أوضح قاطنو ريكة محمد " أنّ الحنفيات تُفتح مرّتين في الأسبوع خلال الفترة المسائية لمدّة لا تتجاوز الأربع ساعات " حيث لا تلبي إحتياجاتهم اليوميّة ، أمّا غاز المدينة فقد علق أحد المشتكين " أنه يبقى مجرّد حلمٍ صعْب المنال يُراود أطفالا تحمّلوا مشقّة الرّحلات اليوميّة في جلب قارورات غاز البوتان منذ نعومة أظافرهم " ، خاصّة بعد تصنيفهم ضمن قائمة " الخارجون عن القانون " لعدم امتلاكهم لعقود الملكية باعتبارهم من العائلات النازحة سنوات العشرية السوداء من الولايات المجاورة. و في هذا الصدد ، وجّه السكّان القاطنون بحي ريكة محمد نداء إستغاثة لوالي ولاية البليدة لدراسة وضعيّتهم ، مبدين إستعدادهم في شراء القطع الأرضية للحصول على عقود الملكية و من ثمّ الإستفادة من المشاريع التنموية وفق ما يقتضيه القانون ، آملين أن ينجلي سِتار البؤس بإشراقة تنقذهم من دائرة الإرهاب الإداري الذي يعصف بهم و بأبنائهم الذين لم ينعموا بطعم الهدوء و الإستقرار بعد .