أوجد استراتيجيوالاتحاد من أجل المتوسط طريقة مثلى لربط شمال افريقيا ومعظم المستعمرات الفرنسية السابقة بحبل الطاقة الكهروضوئية (كبديل للطاقات الزائلة كالبترول)، التي تنتجها افريقيا وتحول الى اوربا عبر شبكة تحت البحر، أنشىء من أجلها ما بات يسمى "الكونسورتيوم الاخضر". قُدم هذا الكونسورتيوم رسميا في القاهرة بحر الاسبوع الماضي حسب مصادر فرنسية كشفت الخطة الجديدة، التي ينوي راسموسياسة ساركوزي الجديدة تجاه افريقيا ترسيمها قبالة المنافسة الالمانية الشرسة في ميدان ضمان الطاقات البديلة والكهرباء الضوئية من خلال مشروع "ديزرتيك"، الذي انظت اليه الجزائر ويسعى رجل الاعمال ايعد ربراب لوضع قدم فيه، وبعيدا عن ما قيل حول ما تم الاتفاق عليه رسميا في قمة نيس الفرنسية بين فرنسا ورؤساء حكومات ودول افريقيا المشاركة في هذه القمة. وتعتمد خطة تمويل اوربا بالطاقة الكهروضوئية، كطاقة بديلة منتجة في افريقيا، على مد شبكة تحت البحر تربط ضفتي المتوسط للحصول عليها باقل التكاليف، وناقش وزراء الطاقة ل43 بلدا عضوا في الاتحاد من اجل المتوسط هذه الخصوصية والخطة في القاهرة، وستشارك 11 شركة اوربية مبدئيا في انجاز الشبكة البحرية والمخطط الطاقوي. ويحمل الكونسورتيوم بصمة فرنسية بالاساس من الفكرة الى توسيعها الى اعضاء الاتحاد المتوسطي وقدمت كذلك الى وزراء الطاقة المنضوين تحت لواء الاتحاد من اجل المتوسط الاسبوع الماضي. وكان مشروع نقل الطاقة الكهروضوئية سجل ينة 2008 في اطار مخطط الطاقة الشمسية في حوض البحر الابيض المتوسط "بي.أس.أم" ويستهدف هذا البرنامج تطوير نقل الكهرباء بين افريقيا واوربا. وسجل الكونسورتيوم بداية اكيدة مع انضمام فرع الشركة الفرنسية "أودياف" المتخصصة في نقل الكهرباء بين افريقيا واوربا ومنتج الكوابل الكهربائية "نيكسانس"، والمصنع الالماني الشهير "سيمنس" وعبرت ثماني شركات اوربية كبرى عن اهتمامها بهذا الكونسورتيوم الطاقوي الجديد وهي "اودياف"، "أريفا"، "بريسميان"، "فيوليا"، "أتوس اوريجين"، صندوق الودائع، "تيرنا"، و"أبينغوا". عمليا، ينبني المخطط الطاقوي الجديد، بعيدا عن اراء السياسيين في الاتحاد المتوسطي، على حقيقة تقول ان ضفتي المتوسط مرتبطتان طاقويا بمضيق جبل طارق ويسعى المؤمنون بالاتحاد المتوسطي كقوة اقليمية الى زرع شبكة طاقوية عبر كوابل بحرية تربط القارتين غير الكابلين الوحيدين حاليا واللذان يمران بمضيق جبل طارق ولا ينقلان غير 1.400 ميغاواط، بينما مخطط الطاقة الكهروضوئية، الذي شرع في تنفيذه سيضمن الاوربا حتى 2020 قدرة انتاجية من هذه الطاقة البديلة تصل 20 جيغاواط، 5 جيغاواط منها ستوجه الى اوربا وهوما يتطلب شبكة نقل تحت البحر، الجاري انجازها بمساهمة المؤسسات الاوربية الاحدى عشر المذكورة سلفا. وقالت هيئة "ترانس غرين" المشرفة على العملية برمتها والتابعة للاتحاد المتوسطي في بيان لها ان "الاستثمار في مشاريع الطاقة الشمسية في منطقة الاتحاد من اجل المتوسط لن تعطي ثمارها وتنمى ما لم تساير بهياكل جديدة لنقل الطاقة وروابط تصل اماكن الانتاج والمستهلكين في أوروبا". وقدمت مسالة انجاز شبكة نقل الطاقة الجديدة بين الضفتين على اساس تكملة للمشروع الالماني "ديزرتيك"، الذي يضم 17 مؤسسة، وهومشروع يستهدف انشاء شبكة من مراكز انتاج الطاقة الكهروضوئية في المغرب العربي والشرق الاوسط، والتي بامكانها ضمان 15 بالمئة من احتياجات الطاقة لاوربا من الان والى غاية 2050. وبلغت كلفة مشروع "ديزرتيك" في تقديرات اولية لانجازه 400 مليار أورو. وبينت احصائيات اوربية دقيقة ان قدرة البلدان المحيطة بالمتوسط في انتاج الطاقة البديلة لا تتجاوز 4 بالمئة رغم ان هذه المنطقة يرعاها الله باشعة شمس على مدار العام.