أوربا تعول على "الصحراء الجزائرية" لتأمين حاجياتها من الكهرباء تعتزم مجموعة تتكون من عشرين مؤسسة متعددة الجنسيات، ألمانية الأصل، إطلاق مشروع "ديزرتيك" Desertec لإنتاج وتوزيع الطاقة الكهربائية الشمسية انطلاقا من الصحراء الإفريقية، وذلك في 13 جويلية القادم. ويخطط التجمع الألماني لإنتاج الطاقة الكهربائية في دول الساحل الإفريقي، وشمال إفريقيا، وعلى رأسها الجزائر، باعتباره البلد الذي يستحوذ على أفضل مناطق إنتاج الطاقة الشمسية، ليتم نقلها إلى دول الاتحاد الأوربي، حيث ستغطي 15 بالمائة من حاجيات الأوربيين من الطاقة الكهربائية، ابتداء من عام 2025. وبحسب المجمع الألماني "مونشنر روك" Münchener Rück المتخصص في إعادة التأمين، والذي يعتزم تأسيس هذا الكونسورتيوم المكون من 20 مؤسسة ألمانية، فإن قيمة المشروع ستقارب 400 مليار أورو. ويؤكد عدة خبراء أن جمع مبلغ ضخم كهذا أمر فائق الصعوبة، بالنظر للظروف الحالية للاقتصاد العالمي، في ظل الأزمة الحالية. وعليه، فإنه من الجلي، بحسب أكثر من خبير، أنه يتم إنجاز هذا المشروع على عدة مراحل، وسيكون موزعا على أكبر قدر ممكن من الدول الإفريقية. وأكد مدير المجمع الألماني مطلق المشروع "مونشنر روك"، تورستن ييورك Torsten Jeworrek بأنه قد شرع في التفاوض بشأن هذا المشروع مع دول شمال إفريقيا، ومن بينها الجزائر. وبموجب هذا المشروع، فإنه سيتم زرع هوائيات شمسية في الصحراء الجزائرية، وغيرها من نقاط الإنتاج، ليتم نقلها عبر خطوط ذات توتر عالي عبر البحر المتوسط. ويقدر خبراء المشروع المساحة التي سيغطيها "ديزرتيك" ب 300 كم2 مغطاة بالهوائيات الشمسية، فضلا عن شبكة تمتد على طول 2000 كم، تتطلب لوحدها استثمارا بأزيد من 200 مليار أورو. وقال مدير المجمع الألماني "مونشنر روك"، تورستن ييورك، في تصريحات إعلامية نهاية الأسبوع المنصرم، بأن المشروع ليس نظرة "مستقبلية بعيدة"، ولا خطة "حالمة"، بل تكنولوجيا فعالة سيتم تجسيدها في غضون السنوات الثلاث القادمة. دول عربية تمول المشروع"لتحرير أوربا من التبعية الطاقوية" ويعتزم مطلق المشروع مؤسسة "مونشنر روك"، الإعلان عن قائمة أسماء المؤسسات التي ستشكل الكونسورتيوم، يوم 13 جوليلة القادم. وكشفت بعض المصادر أن القائمة تضم البنك الألماني "دوشي بنك" Deutsche Bank، "سيمنس"، "سكوت-سولار"، وبعض الشركات الإسبانية، والايطالية، مع الحكومة الألمانية وممثلين من دول الجامعة العربية، كشريك في المشروع. ورغم أنه لم يتم بعد الكشف عن أسماء هؤلاء الشركاء العرب، إلا أن الأنظار تحوم حول بعض دول الخليج، وعلى رأسها الإمارات العربية، التي أعلنت أمس عن احتضانها للوكالة الطولية للطاقة المتجددة. وقد سبق للدول الأوربية، والولايات المتحدة، وأن طلبت من بعض الدول العربية مساعدتها ماليا في مشاريعها الطاقوية المتجددة، للتخلص من تبعيتها "للمحروقات العربية"، والدخول في دورة طاقوية جديدة، بأموال "عربية"، تحت غطاء "الحفاظ على البيئة". وتعتبر فكرة مشروع "ديزرتيك" وليدة "نادي روما"، وهو مجموعة تفكير حول البيئة، تضم علماء وصناعيين وإطارات من 53 دولة، كما أنها تندرج ضمن مبادرة التعاون العابر للمتوسط من أجل الطاقات المتجددة TREC. ومع أن جميع الحلول التقنية متوفرة لإنجاح المشروع، إلا أن العائق الاقتصادي والسياسي يبدو وأنه العقبة الرئيسية في وجه تجسيد الفكرة، حيث تحدثت بعض المصادر الإعلامية الأوربية عن وجود صعوبات كبيرة في الخروج بحلول مرضية للطرفين خلال المفاوضات مع الجزائر، أحد الدول المحورية في المشروع، إن لم يكن كمنتج، ومنطقة عبور، ونقطة توزيع أساسية.