يُصنّف مرض الالتهاب الرئوي عند الأطفال بأنه القاتل الصامت، الذي يودي بحياة الأطفال في جميع أنحاء العالم، كونه مرضاً مُعدياً وينتقل بسرعة بين الأطفال، ويشكّل أكثر الأمراض وفاة بين الأطفال لمن هم دون الخامسة، ويحدث بسبب فيروسات أوجراثيم أوفطريات تُصيب الطفل وتتجاهله الأسرة. ويُعتبر الالتهاب الرئوي أكثر الأمراض عُرضة لتنقل عن طريق التنفس بين الأطفال، فتحدث إصابة الرئتين، وتمتلئ بالجراثيم التي تجعل التنفس صعباً وأحياناً مؤلماً، ويشكّل هذا المرض نسبة 18 في المائة في وفيات الأطفال في العالم. تقول د. نجلاء المرشدي استشاري طب الأطفال والولادة: إن الالتهاب الرئوي هوعدوى تحدث في الجهاز التنفسي تسبّب التهاب نسيج الرئة أوالرئتين والحويصلات الهوائية، والرئتان عبارة عن نسيج إسفنجي تتفرع بداخله الشعب الهوائية إلى الشعبيات، ثم تنتهي بالحويصلات الهوائية الغنية بالأوعية الدموية التي تسمَح بعملية تبادُل الغازات بين الدم المحمل بثاني أوكسيد الكربون والدم المحمل بالأكسجين في عملية سهلة وسلسة، هي عبارة عن الدورة التنفسية التي تتم بصورة مُنظمة في أخذ الشهيق والزفير. وتضيف د. خلود بسيوني استشاري طب الأطفال: أن الميكروبات المسبّبة للمرض تكون عادة عدوى بكتيرية أوعدوى فيروسية وتحدث بسبب نقص المناعة، وهناك أسباب أخرى غير الميكروبات قد تسبّب التهاب الرئة، مثل التسمم ببعض الغازات، أوأن يكون الالتهاب الرئوي من مُضاعفات مرض آخر مثال ذلك الذئبة الحمراء، وتختلف الأعراض الخاصة بالمرض من شخص لآخر بحسب الحالة المناعية للشخص وكمية الميكروب المسبّب، وتابعت: تتراوَح الأعراض بين الكحة وارتفاع في درجة الحرارة وفتور في النشاط وعدم القُدرة على مُمارسة المهام العادية. وتشير د. خلود، إلى أن أسباب المرض تعود إلى نزلات البرد والإنفلونزا والتهاب الأذن الوسطى، والتهابات الحلق وبجانب العدوى التنفسية، وهوما يجعل الأسرة أمام مهمة شاقة لوقاية أطفالهم خلال المراحل الأولى من حياتهم. وعن طرق الوقاية، يشدّد د. خالد الإبراهيمي أخصائي طب الأطفال، بأهمية التطعيم ضد أنواع البكتيريا المسبّبة للمرض، مثل المكورات السبحية والإنفلونزا البكترية والمكورات الهوائية، وتابع: لابد من استشارة الطبيب فور ظهور أعراض المرض، وخاصةً عند ارتفاع درجة الحرارة والكحة، لاسيما وأن علاج أعراض المرض فور ظهوره يساهم في الحدّ من تفاقُم الأزمة، ومنع حدوث مُضاعفات كثيرة للطفل، ويقول: إن الأسرة لابد أن تراعي طفلها خلال السنوات الخمس الأولى من عمره، خاصةً في الأماكن المزدحمة بالأطفال مثل الحضانة أوالمدرسة، كون هذه الأماكن مليئة بالأطفال، ومن السهل انتشار المرض عن طريق التنفس بينهم، مما يزيد من خطر الإصابة بمرض الالتهاب الرئوي. وتشدّد د. هالة فؤاد استشاري طب الأطفال، على أهمية مُتابعة الطفل عند الطبيب فور إصابته بالإنفلونزا، أوعند شعور الأم بصعوبة التنفس المصاحب لارتفاع درجة الحرارة، وتؤكد أن تجاهُل الأزمة يعرّض الطفل للخطر، لاسيما وأن الإحصائيات تشير إلى أن الالتهاب الرئوي وراء وفاة أكثر من 18 في المائة من الأطفال حول العالم، وتوضح أن انتشار المرض يحدث عن طريق وجود فيروسات أوجراثيم موجودة في أنف الطفل، وفور استنشاقه تحدث الإصابة، بالإضافة إلى العدوى التنفسية التي تحدث عن طريق مُخالطة مُصاب أواستخدام أدوات خاصة بمريض آخر، وبالتالي لابد من التوجّه للطبيب مُباشرة فور إصابة الطفل بالإنفلوزنزا أوارتفاع درجة الحرارة. ويؤكد د. حسام حسني استشاري أمراض الأطفال، أن الأطفال الذين يُعانون من مشاكل في المناعة أكثر عُرضة للإصابة بمرض الالتهاب الرئوي، ويرجع نقص المناعة إلى سوء التغذية، والاعتماد على الوجبات الغذائية السريعة مثل بطاطس الشيبسي، وغيرها من الأطعمة التي تحتوي على مواد حافظة، وتوضح أن عوامل بيئية تُساهم في إصابة الطفل بالالتهاب الرئوي، فقد يعيش الطفل في بيئة مُكتظة بالهواء الملوث، فضلاً عن استنشاق الطفل للدخان المنبعث من سجائر الآباء. وعن العلاج ينصح حسني، بأهمية الاعتماد على المضادات الحيوية، لكن على الأسرة أن تكون أكثر حرصاً على استخدام سُبل الوقاية، مثل تغذية الأطفال بشكل جيد، والاعتماد على الرضاعة الطبيعية في الأشهر الأولى، وتوفير بيئة وجوصالح للطفل حتى يتنفّس بشكل سليم.