تسعى اسبانيا إلى إقناع السلطات الموريتانية لإطلاق سراح المعتقل السلفي ولد يوسف مقابل تحرير الرعيتين الاسبانيتين المعتقلين في موريتانيا من طرف عناصر من إرهابية تدعي أنها تنتمي إلى ما يعرف بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. وكشفت صحيفة ميديا الموريتانية، أمس نقلا عن مصدر وصفته بالمطلع، أن زيارة وزير الخارجية الإسباني المفاجئة والخاطفة، التي أداها أول أمس إلى نواكشوط، تهدف إلى إقناع السلطات الموريتانية بإطلاق سراح المعتقل السلفي التقي ولد يوسف مقابل تحرير الرهينتين الإسبانيين المعتقلين لدى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. وتعتبر الجزائر من الدول التي ترفض تسليم الرهائن مقابل الإفراج عن معتقلين لديها، كما نقلت الصحيفة ان الحكومة الجزائرية طلبت من موريتانيا تسليمها معلومات مهمة عن التنظيم قد يدلي بها المعتقل السلفي أثناء التحقيق معه في نواكشوط.وحسب ذات المصادر؛ فإن أسبانيا ربما تكون قد وجدت الضوء الأخضر من التنظيم لإتمام هكذا صفقة، خاصة وأن القاعدة سبق أن اشترطت إطلاق سراح الإسبانيين بتحرير منتمين لها في السجون الموريتانية. ويعتبر الأمر حساس بالنسبة لسلطات نواكشوط التي سبق أن استدعت سفيرها في باماكو على خلفية إطلاق سراح السلطات المالية لموريتاني مطلوب لعدالة بلده في إطار صفقة مع ما يعرف بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي مقابل تحرير رهينة فرنسي. وقالت الصحيفة إن الطبقة السياسية في موريتانيا تعتبر الضغوط الإسبانية على النظام الموريتاني، بشأن إطلاق سراح ولد يوسف، الذي لم يصدر عليه حكم قضائي بعد، بالمحرجة، خاصة أنها تأتي قبل أسبوعين من اجتماع المانحين في بروكسل الذي تعول عليه نواكشوط في التخفيف من آثار الأزمتين العالمية والمحلية، حيث تصعب على السلطات الموريتانية المجازفة بصداقة دولة فاعلة في الاتحاد الأوروبي مثل أسبانيا، كما أن إقدامها على إطلاق سراح من تصفه بالإرهابي، سيبدو وكأنه تراجع عن كافة التصريحات والخطوات التصعيدية ضد القاعدة والحكومة المالية. وكانت السلطات النيجرية قد سلمت المتهم التقي ولد يوسف لموريتانيا، قبل نحو شهر، استجابة لمذكرة توقيف دولية أصدرها القضاء الموريتاني بحقه، وذلك بعد ثمانية أشهر من اعتقاله في نيامي. ويوصف ولد يوسف بأنه عضو بارز في التنظيم السلفي المتواجد جنوبالجزائر وشمال مالي،يذكر أن الرهينتين الإسبانيين اختطفهما تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، رفقة مواطنتهما التي أطلق سراحها لاحقا، يوم 29 نوفمبر الماضي، على الطريق الساحلي الرابط بين العاصمتين السياسية والاقتصادية لموريتانيا.