كشفت صحيفة ''الباييس'' الإسبانية عن لقاء سري جمع الأمين العام للرئاسة الموريتانية أداما سي، ورئيس بوركينافاسو بليز كومباوري، مطلع الأسبوع الجاري، بواغادوغو لمناقشة موضوع الرهائن الأوروبيين المحتجزين لدى تنظيم ''القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي'' وإقناع نواكشوط بالتراجع عن موقفها القاضي بعدم التعامل مع تنظيم إرهابي. وأشارت الصحيفة الإسبانية إلى ضغوط تمارسها مدريد على نواكشوط لحملها على الاستجابة لشروط تنظيم ''القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي'' للإفراج عن الإسبانيين المحتجزين لديها منذ قرابة ثلاثة أشهر تقريبا، في وقت تباشر فيه السلطات الإسبانية مساعيَ واسعة النطاق لحمل الرئيس الموريتاني، محمد ولد عبد العزيز، على الرضوخ لمطالب القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي للإفراج عن الرهائن الأوربيين الأربعة المحتجزين لديه، وهم إسبانيان وزوجان إيطاليان، بعد الإفراج عن الرهينة الخامسة وهي إسبانية الجنسية الأربعاء الفارط، بعد وساطة سرية باشرتها بوركينافاسو رفقة رجل الأعمال الموريتاني مصطفى الإمام الشافعي المقرب من السلطة في نواكشوط، مع تنظيم القاعدة في منطقة الساحل الإفريقي. ونقلت الصحيفة الإسبانية عن مصادرها، التي وصفتها بالرفيعة المستوى، استعداد الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز لإطلاق سراح بعض معتقلي تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، الموجدين في السجن المركزي بنواكشوط، إذا كان هذا الأمر ينهي مسلسل الرهينتين الإسبانيتين بخير، رغم أن الوزير الأول الموريتاني كانت له نظرة مخالفة لهذه القضية بعدما أكد في وقت سابق عدم استعداد موريتانيا للتعامل مع أي تنظيم إرهابي، في إشارة إلى عدم الاستجابة لمطالب القاعدة في منطقة الساحل الإفريقي التي تحتجز 4 رهائن أوروبيين. ويرى مراقبون أن تراجع موريتانيا عن موقفها السابق الرافض لأي تعامل مع القاعدة في الساحل الإفريقي، سيجعلها في ورطة حقيقية مع دول الجوار خاصة الجزائر، إضافة إلى مالي، بعدما قامت نواكشوط باستدعاء سفيرها بباماكو للاحتجاج على إفراج هذه الأخيرة عن إرهابيين معتقلين لديها مقابل الإفراج عن الرهينة الفرنسية بيار كامات، بعد ضغوط مارستها فرنسا على باماكو. وأشارت الصحيفة إلى أن مدريد تتوقع أن تفرج موريتانيا عن بعض من نشطاء القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي المحتجزين في سجونها، وليس على الجميع بحسب الشروط التي أملتها القاعدة، إضافة إلى تقديم فدية بخمسة ملايين دولار، بعد إفراجها عن الإسبانية نهاية الأسبوع الفارط. وأضافت أن عددا من الدول الأوروبية الأخرى، ومنها فرنسا، زادت من وتيرة ضغطها على موريتانيا خلال اليومين الماضيين للرضوخ لمطالب القاعدة لإطلاق سراح الرهينتين الإسبانيتين والزوجين الإيطاليين.