حرك التغيير "الهادئ" و"المباغت" الذي مس قصر الدكتور سعدان، الطبقة السياسية بين "مقتنع" و"معارض" له، وفتح الباب أمام المعارضة لتصوب سهامها من جديد نحو خيارات الرئيس التي لم تلب على حد تصريحاتها متطلبات الوقت الراهن، بينما كان التغيير الجزئي الذي مس طاقم سلال بمثابة فرصة لأحزاب الموالاة لتعبر من جديد عن تأييدها لقرارات الرئيس رغم أنه " لم يكافئها " سوى بحقيبة وزارية واحدة، وهذا لا يساير طموحات الأمين العام لحزب جبهة الوطني عمار سعداني. في هذا السياق، ثمن المكلف بالإعلام لحزب جبهة التحرير الوطني السعيد بوحجة، التغيير الذي مس حكومة سلال، وقال، إنه "أمر جيد"، ونتوقع أن يعزز الوافدون الجديد إلى قصر الدكتور سعدان الأداء الحكومي خاصة في المرحلة المقبلة التي ستشهد تحديات كثيرة. بن فليس: التغيير الحكومي مواصلة لحالة الترقيع وفيما رفض رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري التعقيب على التعديل الحكومي، قال زعيم حزب طلائع الحريات "قيد التأسيس"، على بن فليس، إن التعديل الحكومي الأخير، هو مواصلة لحالة الترقيع وفرار من حالة الانسداد التي تميز الوضع العام. وأضاف علي بن فليس في بيان تحوز " الجزائر الجديدة " على نسخة منه، أن التغييرات الحكومية التي يقوم بها النظام بلغت درجة من "التفاهة" تجعلها تستعصي أي قراءة سياسية منطقية ، وأشار بن فليس إلى أن هذه التغييرات الحكومية تتعاقب وتتشابه دون معنى لها يصعب إعطاء أي تفسير سياسي لها، وواصل بن فليس يقول، إن شغور السلطة، قد استفحل في أعلى هرم الدولة، إذ في الوقت الذي تتفاقم الأزمة وتزداد تدهورا، يصعب التحقق من قدرة هذا التغيير المنعدم لأي مغزى سياسي معلن والمشحون بنوايا مخفية على تخفيف واحتواء أزمة النظام هذه. عمار خبابة: التعديل الحكومي أملاه ضعف أداء الوزراء المقالين من جهته، قال العضو القيادي في حزب العدالة والتنمية، عمار خبابة، إن التعديل أملاه ضعف أداء الوزراء المقالين، وأشياء أخرى، من بينها سوء التعامل الإعلامي لبعض الدوائر الوزارية مع ملفات طفت على السطح. وأوضح النائب خبابة، في تصريح ل " الجزائر الجديدة " أن هناك وزراء يعانون من نفس الضعف وكانوا عرضة لحملات إعلامية، لكن احتفظ بهم ضمن الطاقم الحكومي، وهذا ما يؤكد أن المقياس الوحيد الذي يجعلك تصبح وزيرا في الجزائر، ويحفظك من كل تعديل هو الولاء ثم الولاء ولا شيء غير الولاء. وخلص يقول، إن هذا التعديل ليس له أي أثر على طموحات وآمال المواطن، أو على معيشته اليومية التي تتدهور يوما بعد يوم، جراء الغلاء الفاحش في أسعار كل البضائع والسلع والخدمات. الأرسيدي: التغيير الحكومي دليل على وجود انسداد في الجزائر في السياق نفسه، أكد الناطق الرسمي للتجمع من أجل الثقافة والديمقراطية عثمان معزوز، وقال إن هذا التغيير الحكومي، يؤكد ويبرهن على وجود واستمرار الانسداد في الجزائر. وأضاف عثمان معزوز يقول، إن الواقع يؤكد مرة أخرى أن الفريق الحكومي، سواء الأعضاء الجدد أو القدامي ، لا يغيروا وضع الجزائر، وعليه نخلص إلى أن التعديل الحاصل، إنما جاء ليؤكد مرة أخرى أن السلطة تريد كسب الوقت فقط والاستمرار في الحكم بأية طريقة ممكنة. وأضاف عثمان معزوز في تحليله للوضع، أن التغيير الحكومي الذي تزامن مع وضعية الفساد التي تطبع فترة حكم الرئيس بوتفليقة، جاء كمحاولة أيضا لتحويل الأنظار عن الأمور الحقيقية التي تهم المجتمع والطبقة السياسية في الجزائر.