قدم المسرح الجهوي لعنابة، أمس، بالمسرح الوطني محي الدين باشتارزي، مسرحية "عرس الدم " للمخرج زياني شريف عياد، المقتبسة عن رائعة الشاعر والفنان والمسرحي فريدركو غارسيا لوركا ومسجلة ضمن الثلاثية الريفية . مسرحية " عرس الدم" التي ترجم نصها وأغانيها الموسيقار نور الدين سعودي، تمثل العرض الثاني ضمن المنافسة الرسمية، و تحكي في قالب تراجيدي كوميدي، وفي بيئة ريفية إسبانية، أبوية التحكم مرتبطة بالأرض وبالتقاليد المتوارثة التي تعتمد العنف في التعامل. دخل الممثلون في بداية العرض، من حيث جلس الجمهور، ووقفوا صفا كاملا، ليقدموا جماعة المسرحية وصاحبها "غارسيا لوركا "، وهي طريقة جيدة ومميزة ، ليسهل تتبع أطوار العمل المسرحي الذي أريد منه الجدية على ما يبدو، ثم صعدوا الركح، وبدأت اللعبة المسرحية . تشكل هذه المسرحية، مقاربةً مبتكرةً لأحد الأعمال المهمة للشاعر والكاتب المسرحي الشهير غارسيا لوركا "عرس الدم" و التي تعد من أفضل مسرحياته وأقواها موضوعا، وتحقق أعلى تمازج بين الشعر و الدراما، لقد عرف لوركا كيف يمزج في "عرس الدم" شاعريته القصوى مع الفولكلور الأندلسي الإسباني ليطلع من ذلك بعمل لا يزال يقدم في شتى أنحاء العالم لجماله ولقوته وربما أيضا لبساطته وشاعريته. للعلم، فإن فيديريكو غارسيا لوركا، شاعر إسباني وكاتب مسرحي ورسام وعازف بيانو، كما كان مؤلفاً موسيقيًا، ولد في فوينتي فاكيروس بغرناطة في 5 جوان 1898. يعده البعض أحد أهم أدباء القرن العشرين. وهو واحد من أبرز كتاب المسرح الإسباني في القرن العشرين، وتعد مسرحيتيه "عرس الدم" من أشهر أعماله المسرحية، فيما شكلت قصيدة شاعر في نيويورك من أشهر أعماله الشعرية. أُعدم من قبل الثوار القوميين وهو في الثامنة والثلاثين من عمره في بدايات الحرب الأهلية الإسبانية بين قرى فيثنار وألفاكار في 19 أوت 1936.