يحتضن المسرح الوطني محي الدين بشطارزي يومي الأربعاء والخميس، مسرحية "عرس الدم" للمخرج عياد زياني الشريف عن نص مأخوذ من إحدى روائع الكاتب الإسباني فيديريكو غارسيا لوركا، وترجمته إلى اللغة العربية الباحث في الموسيقى الأندلسية نور الدين سعودي. ويشارك في أدائها ركحيا 20 ممثلا وتتقاسم البطولة فيها كل من ليديا لعريني، رجاء هواري، منى بن سلطان، محمد حضري وجمال دندان، وغيرهم. وقال مخرج العرض شريف زياني عياد، خلال ندوة صحفية نشطها أمس بالمسرح الوطني محي الدين بشطارزي للحديث عن حيثيات هذا العمل الدرامي، أنه يحب الاشتغال على النصوص العالمية دون اقتباس لأنه يجد فيها لغة مسرحية شعبية مأخوذة من بيئة الكاتب، وقال إن الكتاب العالمين دائما ما تجد في نصوصهم بنية درامية تعالج قصص مستوحاة من مجتمعهم، مبررا اختياره لنص الكاتب الإسباني فيديريكو غارسيا لوركا أنه وجد فيه قيم إنسانية تصلح لإظهارها في وقتنا الراهن. من جانب آخر تحدث المخرج زياني شريف عن الصعوبات التي واجهته لإنتاج هذا العرض لاسيما فيما يتعلق باختيار المثليين، وقال إن معظم الممثلين لا يجيدون تقنيات التمثيل ما صعب عليه إنتاج هذا العمل الذي كان بمثابة ورشة تكوينية لهؤلاء، مشيرا في السياق ذاته إلى أن وجود محترفين بهذه المسرحية ساعد على تجاوز تلك الصعوباب. وبخصوص رؤيته الإخراجية يضيف زياني شريف أن هذا العمل المسرحي سيركز فيه كثيرا على التعبير الجسدي والأداء الكوريغرافي وعلى السينوغرافيا التي ستكون من تصميم أرزقي العربي، وستكون مرفقة بالموسيقى والأغاني يفهمها كل سكان المغرب العربي. أما قصة العرض فيقول المتحدث أن المسرحية تروي مأساة وقعت بسبب الحب والأرض في إحدى مداشر إسبانيا. . مقتبسة من الثلاثية الريفية للكاتب، مستلهمة من الحياة التقليدية للقرى الأندلسية، كتبها المؤلف بعد قراءته حدثا مؤلما تناقلته الصحف في ذلك الوقت، وعليه، فإن المسرحية ستنقل الأحزان والأفراح والأعراس وتناقضات مجتمع لا يرحم أبدا، ويمكن لهذه القصة أن تحدث في أي مكان وزمان، لأنها رواية مأساوية لحب مستحيل، تجري أحداثها في أرض يموت من أجلها أبو الخطيب وشقيقه. وبعد عودة الأفراح لأم الخطيب تفقده من جديد، بسبب فرار خطيبته مع حبيبها ليونار، حيث يتقاتلان ويموت كل منهما في الغابة، وهكذا تكون الخطيبة قد خسرت كل شيء، بعد أن تطرد وأهلها من الأرض. للإشارة، مسرحية "عرس الدم" احتضن عرضها الشرفي مسرح عز الدين مجوبي في 28 من شهر جانفي الفارط، وهي الآن في جولة فنية بدايتها كانت من باتنة، ثم برج بوعريريج، البويرة ليكون المسرح الوطني محطتها الرابعة.