بدت الأمور كلها محسومة في الساعات الأولى من صبيحة أمس، بالنظر إلى الهدوء الذي كان يعم القاعة البيضاوية فالكل كان ينتظر ساعة "الحسم"، الساعة التي ينتخب فيها عمار سعداني، على رأس الأفلان، وتجدد فيه الثقة لعهدة جديدة تدوم خمس سنوات كاملة، ويخرج بذلك من المعركة التي دامت فصولها حولين كاملين مرفوع الرأس، ويحفظ له التاريخ بذلك أنه أخرج المؤتمر العاشر إلى بر الأمان. وما زاد الأمور وضوحا تصريحات المكلف بالإعلام للحزب التي كان يدلي بها في كل رواق من أروقة القاعة البيضاوية، والتي فهمها البعض على أنها توضيحا لورقة الطريقة التي أعلن عنها مساء أمس، قائلا " لا أعتقد وجود مترشحين منافسين لسعداني"، مبرزا " وجود إجماع حول هذه الشخصية. وكانت المفاجأة الثانية التي فجرها الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني بعد رسالة الرئيس، إدراجه أسماء ثمانية وزراء بالإضافة إلى اسم الوزير الأول عبد المالك سلال ضمن القائمة الوطنية، التي يحق له فيها حجز مقاعد لأسماء ثقيلة الوزن في اللجنة المركزية، ويشرف الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني على تعيينهم ولا يتم إخضاعهم لأية عملية تصويت أو انتخاب، وتخصص هذه القائمة الوطنية حسب شروحات أعضاء المكتب السياسي للوزراء والشخصيات المقربة من رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة والأمين العام ورجال المال والأعمال. وحسب المعطيات التي تحوز عليها " الجزائر الجديدة "، اقترح الأمين العام للحزب عمار سعداني اسم الوزير الأول عبد المالك سلال، ليكون عضوا في اللجنة المركزية ووزراء آخرين من بينهم وزير الصحة عبد المالك بوضياف ووزير السكن والعمران عبد المجيد تبون ووزير الداخلية نور الدين بدوي والوزيرة المنتدبة المكلفة بالصناعات التقليدية عائشة طباغو ووزير الأشغال العمومية عبد القادر والي ووزير العلاقات مع البرلمان الطاهر خاوة ووزير العدل الطيب لوح، إضافة إلى عدد من الشخصيات الأخرى ثقيلة الوزن التي اقترحها عمار سعداني وأحالها على اللجنة المختصة بالنظر في قائمة المعينين من قبل الأمين العام للحزب العتيد الذي يحجز 100 مقعد في اللجنة المركزية لشخصيات نافذة. وتضاف هذه الأسماء المقترحة من طرف سعداني إلى قائمة الوزراء الحاليين للحزب من بينهم الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية عبد القادر مساهل وسفير الجزائر بتونس عبد القادر حجار. ويعتبر عمار سعداني الأمين العام الوحيد للحزب العتيد، الذي تجرأ على توسيع عدد أعضاء اللجنة المركزية بهذا العدد منذ تأسيس الحزب.