أوراق اللعبة السياسية داخل الأفالان اجتمعت كلها في يد عمار سعداني أمينا عاما واحدا ووحيداً، هكذا أسدلت دورة المؤتمر العاشر للحزب ستارها من القاعة البيضوية بالجزائر العاصمة، على مدار ثلاثة أيام من اجتماع المندوبيين الذين بلغ عددهم حوالي 6300 مندوب قدموا من كل محافظات الحزب عبر البلاد، وأفرزت لجنة الترشيحات ليلة الحسم السبت، 489 عضوا باللجنة المركزية منهم 6 وزراء بينهم 3 جدد هم عبد القادر قاضي وزير الفلاحة، وعبد المجيد تبون وزير السكن، والطاهر حجار وزير التعليم العالي، وصنع اسم الوزير الأول عبد المالك سلال الجدل حول انضمامه للجنة المركزية، ببساطة لأنه فاجأ الجميع وحضر يوم افتتاح المؤتمر مرفوقا بعدد لا بأس به من وزراء حكومته، لكن تصريحه عن خلفيته الأفالانية، جعل سعداني يبقيه كمناضل في الحزب، وكأن السلطة لبت ولو من قبيل القليل مطلب سعداني بتشكيل الحكومة من حزب الأغلبية. إقرأ أيضا: رسميا .. عمار سعداني أمينا عاما للأفلان ل 5 سنوات كاملة مخرجات المؤتمر العاشر للحزب العتيد، قدمت فرصة ذهبية لعمار سعداني ليتقوى أكثر كأمين عام من خلال القانون الأساسي الذي أقره المؤتمر بشكل يضمن استمراره في منصبه كأمين عام دون أي هزات محتملة،، كما عززته رسالة الرئيس بوتفليقة في اليوم الأول التي قرأها نيابة عنه الطاهر خاوة المنظم مؤخرا لحكومة سلال، ليحصل بذلك سعداني على دعم ومساندة مطلقة و علنية من طرف رئيس الجمهورية. المؤتمر أقصى كل الجماعات المناوئة لسعداني وكل الأسماء التي عارضته منذ المؤتمر التاسع، فلا مكان من اليوم لأسماء من قبيل عبد الرحمن بلعياط، وعبد العزيز بلخادم، وعبد الكريم عبادة، باستثناء اسم محمد الصالح يحياوي الذي تم الابقاء عليه ليس إلا في خانة إبقاء صورة الشرعية التاريخية داخل الحزب، رغم تداول اسم الرجل مع الجماعة المناوئة للقيادة الحالية. رائحة رجال الأعمال ظلت متداولة في بورصة اللجنة المركزية، حيث ضمت القائمة أسماء لشخصيات معروفة في عالم المال والأعمال، وهكذا فإن المؤتمر العاشر سجّل خروج الأفلان من عنق الزجاجة بعد صراعات دامت لسنوات ليحسم كل شيء بين يدي رجل واحد اسمه عمار سعداني.