انطلقت فعاليات الطبعة السادسة للمهرجان الوطني للإبداع النسوي، الذي يقام هذه السنة تحت شعار "قسنطينة: الروح الإبداعية"، احتفاء بالتراث غير المادي لمدينة قسنطينة. تخصيص طبعة هذا المهرجان لإبداعات المرأة القسنطينية، محاولة لإثراء التظاهرة الكبرى "قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015"، مثلما يسعى لإحياء المكانة الهامة التي يحتلها الإبداع النسوي في هذا التراث، سواء تعلق الأمر بالخياطة، الطرز، الصياغة أو الطبخ أو صناعة الحلويات والتقطير وصناعة النحاس، أو الفنون التشكيلية والأدب والموسيقى. ويشمل هذا الحضور النسوي في التراث غير المادي والفنون القسنطينية الرسم والنحت والشعر والرواية وموسيقى المالوف ومجالات أخرى سيسعى المهرجان لتقديمها للجمهور من خلال الأنشطة المقررة في هذه الطبعة، فمن خلال المعارض الثالثة والندوات والموائد المستديرة التي ستنظم بصفة شبه يومية ومختلف النشاطات الموسيقية وغيرها كالحكايات، الورشات الإستعراضية، ستكون فرصة مهمة لاكتشاف فن الطبخ وصناعة الحلي وصناعة النحاس والطرز، واكتشاف عالم الرسامات المنحدرات من سيرتا القديمة أو قسنطينة، قلعة الصمود والبطولة، وستحتك المبدعات القسنطينيات اللواتي سيكرّمهن المهرجان، على مدى أسبوع كامل، بصانعات تراث أخريات ووريثات فنون ومهارات قادمات من جميع أنحاء الوطن، يحملن هن أيضا إرثا فنيا ورثنه من أمهاتهن، ثم أطلقن العنان لخيالهن ومواهبهن الإبداعية لخلق فن جديد. يعد المهرجان أيضا فضاء للقاء والتبادل والتعارف فيما بين الفنانات والإستفادة من تجارب بعضهن البعض، بشكل يؤكد الأهمية الحيوية لهذه اللقاءات والفضاءات من خلال إبراز قيمة الفن والإبداع النسوي في شتى مناطق الوطن، ومنه يدعوالمهرجان لاكتشاف مختارات من المواهب والإبداعات التي تشمل جميع أشكال التعبير الفني. ففي باقة متنوعة من الألوان والأساليب ومصادر الإلهام، تحضر إلى الجزائر العاصمة حوالي عشرون رسامة وفنانة تشكيلية، كلهن تنحدرن من قسنطينة أولهن ارتباط بالمدينة وضواحيها، لعرض أعمالهن، في معرض خاص بالفنون التشكليية تحت عنوان "لوحات قسنطينية"، وفي معرض "قسنطينة، تقاليد وإبداع"، تشارك خمسة عشر فنانة في مجالات متنوعة مثل التطريز والأزياء والصياغة وتقطير ماء الزهر وفن الطبخ وحتى صناعة الأواني النحاسية، لاستعراض كل مهاراتهن الحرفية، وفي "ملتقى المواهب"، تلتقي الفائزات في الدورات الخمس السابقة للمهرجان، وعددهن ثلاثون فنانة، ليقدّمن آخر إنجازاتهن، الفردية والجماعية، وفيما يتعلق بالمحاضرات والموائد المستديرة، فستتناول الطبعة مجموعة من المواضيع، حيث يتم تنظيم مائدة مستديرة حول الزي التقليدي القسنطيني وتطوّره عبر المراحل التاريخية، ينشطها أخصائيون بارزون في الزي التقليدي الوطني والقسنطيني، وحول فن تقطير الزهور، تنشط وردة بن سقني وهي باحثة في علم الإجتماع ومختصة في التقاليد والطقوس القسنطينية، محاضرة في الموضوع، ومحاضرة أخرى حول أنواع الموسيقى الحضرية بقسنطينة، يلقيها عبد المجيد مرداسي، دكتور في علم الإجتماع، هذا إلى جانب تنظيم حفلات تكريمية أخرى، فبمناسبة اليوم الوطني للفنان، الذي يصادف الثامن جوان، سيكرّم المهرجان هذه السنة سيدتين كبيرتين من قسنطينية، هما فنانة المالوف ثريا، والأديبة والفنانة الرسامة ليلى بغلي. وفي هذه الطبعة نشاطات موسيقية وحكايات من التراث، وورشات تعليمية في فن الفسيفساء والصياغة والطرز ولوحات فنية أخرى .