في وقت تشهد حدود الجزائر وضعا أمنيا متدهورا، بسبب "القنابل الموقوتة" التي تهددها على الضاحية الجنوبية والشرقية، ينشغل سياسيون بالحديث عن مسألة توريث الحكم وعلاقة شقيق الرئيس الأصغر بمرحلة ما بعد 2019، وانقسموا بين معارض ومدافع عنه، ونادرا ما تثار المسائل الأمنية، وإن أثيرت تخصص لها مساحة " ضيقة " في البيانات الصحفية، ولا يخرج الحديث فيها عن سياق التحذير. وكانت زعيمة حزب العمال لويزة حنون، أول شخصية سياسية كسرت طابو "توريث الحكم" وقالت إن السعيد بوتفليقة، لا نية له في الحكم، ثم سمعنا هذا الحديث مرة أخرى من رجل سياسي مقرب من دائرة الرئيس، وهو عمار سعداني الذي صرح بصيغة التأكيد على أن سعيد بوتفليقة، لا ينوي خلافة الرئيس، وأطل بعده قائد سفينة الأرندي بالنيابة، أحمد أويحي الذي بدا متعطشا ومتلهفا للحديث عن مسألة التوريث، وقال إن بوتفليقة لا يعتزم توريث الحكم لشقيقة الأصغر، وما زاد الطين بلة، الرسالة التي بعث بها الفريق أحمد قايد صالح إلى الأمين العام للحزب العتيد عمار سعداني، وأثارت حفيظة الطبقة السياسية، واتهمته المعارضة بخرق الدستور. وفي هذا السياق قال عضواللجنة المركزية لحزب جبهة التحرير الوطني السعيد بوحجة في تصريح ل "الجزائر الجديدة" إن الحديث عن مسألة توريث الحكم في هذا الوقت "ليس صدفة"، بل تعمدت أحزاب الموالاة إثارته للرد على المعارضة التي تحاول إيقاظ الرأي العام، وأضاف يقول" لا داعي لإثارة كلمة التوريث في الوقت الراهن، فهذه المسألة تتناقض مع ما ينص عليه الدستور ". وأكد المكلف بالإعلام سابقا بالأفلان أنه كان من المفروض على الطبقة السياسية أن تناقش مواضيع أخرى على رأسها انهيار أسعار البترول والوضع الأمني الذي تشهده الجزائر على حدودها. وفي هذا الصدد، يرى النائب عن حركة مجتمع السلم نعمان لعور، إثارة موضوع توريث الحكم لشقيق الرئيس عبد العزيز بوتفليقة من طرف مسؤولين في السلطة، ليس "محض صدفة"، بل هو تحضير الرأي العام لما بعد بوتفليقة. وقال نعمان لعور في تصريح له، إن كلام لويزة حنون زعيمة حزب العمال وتصريحات عمار سعداني وأويحي و عمار غول، بعدم وجود رغبة لدى رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، لتوريث الحكم لشقيقه الأصغر السعيد بوتفليقة، هي تصريحات لم تأت من العدم، حسب "لعور" حيث كانت مهيئة لتحضير الرأي العام لاستمرارية الحكم، ويضيف لعور أن أحسن دليل، هو ما حدث في الانتخابات من تجديد العهدات لصالح الرئيس بوتفليقة حيث قال "لماذا يتم إثارة هذه النقطة إن لم تكن واردة "، كما عرج لعور على زيارة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند إلى الجزائر والتي لم تدم إلا ساعات فقط والتي –حسبه- تعد فرصة لفرنسا لمعرفة عن قرب ترتيبات مرحلة ما بعد الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، ناهيك عن الاتصالات التي تحدث في هرم السلطة مع بعض الدول الكبرى يقول لعور. من جهته، قال جيلالي سفيان، إن إثارة مسألة التوريث من طرف بعض السياسيين هو أمر "فارغ" حيث كانت هناك محاولات عديدة لاستخلاف السعيد بوتفليقة الحكم غير أنها باءت بالفشل، وقال جيلالي سفيان، إن مسألة توريث الحكم مستبعدة من محيط الرئيس، وتصريحات بعض المسؤولين هي مجرد محاولة لتقرب من قيادات في أعلى هرم السلطة بدليل تصريحات وزير السياحة عمار غول وعلاقته بشقيق الرئيس الطيبة.