حذر رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس أمس من "مخاطر حقيقية بخروج" اليونان من منطقة اليورو في حال أسفر الاستفتاء الذي تعتزم اثينا تنظيمه عن رفض عرض الاتفاق الذي قدمته الجهات الدائنة، داعيا الحكومة اليونانية إلى "العودة الى طاولة المفاوضات". وقال فالس ان المفاوضات "لم تنته" مؤكدا ان قرار رئيس الوزراء اليوناني الكسيس تسيبراس الدعوة الى استفتاء هو "خيار الحكومة اليونانية التي لا تريد التعرض للانتقادات" وحذر بانه اذا جاءت النتيجة سلبية "فهناك خطر حقيقي بالخروج من منطقة اليورو". من جهة اخرى قال فالس خلال برنامج سياسي على اذاعة اوروبا 1 وشبكة اي-تيلي وصحيفة لوموند ان "البنك المركزي الاوروبي مستقل لكن .. لا اعتقد ان بوسعه قطع الامدادات (عن اليونان).. الشعب اليوناني هو الذي يعاني، وعلينا الا نزيد من معاناته". وأضاف "اذا كان ينبغي تقديم دعم مالي خلال الايام المقبلة، فسيكون هذا بدون شك ضروريا" معتبرا انه "يعود للبنك المركزي الاوروبي خلال الايام المقبلة ان يتحمل مسؤولياته". وافق البرلمان اليوناني أمس الأحد على الاستفتاء الذي اقترحه رئيس الوزراء اليوناني أليكسيس تسيبراس على خطة الإنقاذ في الخامس من يوليو تموز ليضع اليونان بذلك على طريق نحو استفتاء أثار غضب الدائنين الدوليين وزاد من فرض خروج اليونان من منطقة اليورو. وحصلت الحكومة بسهولة على نسبة الأصوات اللازمة لإجازة الاستفتاء وهي 151 صوتا. ومن المقرر أن يصوت اليونانيون بشأن ما إذا كان يقبلون أو يرفضون أحدث شروط عرضها الدائنون على أثينا من أجل الإفراج عن مليارات اليورو في إطار صفقة إنقاذ. ورد الشركاء الأوروبيون بشكل سلبي على إعلان الاستفتاء. ورفضوا أمس السبت طلبا من تسيبراس لتمديد برنامج الانقاذ الحالي من أجل تغطية الفترة المؤدية إلى الاستفتاء. ويعني هذا الرفض أن من المحتمل أن تتخلف اليونان عن سداد دين رئيسي لصندوق النقد الدولي يوم الثلاثاء. وقال وزير المالية النمساوي هانز يورج شيلينغ إن خروج اليونان من منطقة اليورو "يبدو أمرا شبه حتمي الآن" وسيحدث ذلك فقط إذا طلبت أثينا أولا الخروج من الاتحاد الأوروبي ووافقت الدول الأخرى على طلبها. ودعت اليونان إلى استفتاء في الخامس من جويلية حيث سيقرر الناخبون اليونانيون ما إذا كانوا سيقبلون شروط إنقاذ أكثر صرامة ترفضها الحكومة نفسها. ونقلت صحيفة دي بريس النمساوية في نسخة الأحد عن شيلينج قوله "التداعيات بالنسبة لمنطقة اليورو لن تكون سيئة بقدر ما سيصيب اليونان. من الواضح أن دولة واحدة لا تستطيع تحت أي ظرف ابتزاز المفوضية الأوروبية ودول منطقة اليورو".