يشكو سكان بلدية بوزريعة من كثرة الأوساخ والانتشار العشوائي لأكياس القمامة والتي باتت تحاصر معظم الشوارع والأحياء، لاسيما تلك التي تكثر فيها الحركة على غرار الشوارع الرئيسية ومحطات النقل، وهو الأمر الذي أدى إلى تشويه الصورة الجمالية للمحيط. وخلال الزيارة التي قادت "الجزائر الجديدة" إلى بعض الشوارع الرئيسية، أبدى السكان الذين التقيناهم استياءهم الشديد من تفاقم هذه الوضعية والتي أصبحت تلازمهم يوميا، وتزعجهم في يومياتهم، وذلك لما تفرزه من روائح كريهة تخيّم على المكان وتخنق الأنفاس، وفق هؤلاء السكان، وما لاحظناه هو الغياب الشبه التام للحاويات المخصصة للنفايات، وهو الأمر الذي ساعد على انتشار القمامات فوضويا وبكل أشكالها على غرار أكياس الخبز، التي يجري التخلص منها من جانب العديد من العائلات، وبقايا المأكولات، وكذلك القارورات البلاستيكية، حيث أكد بعض المواطنين بأن "عدم وجود حاويات يجعلهم يقذفون بقماماتهم عشوائيا من النوافذ وشرفات العمارات"، أما آخرون فأكدوا أن السبب الرئيسي، الذي يقف وراء حدوث هذه السلوكات، يعود إلى غياب ثقافة التمدن وروح التحضر والحس المدني لدى بعض السكان، إضافة إلى اللامبالاة، وحسب هؤلاء فإنه فبالرغم من وجود أماكن مخصصة لرمي النفايات بها، إلا أن العديد من المواطنين لا يكترثون لها ويتعمدون التخلص منها بعيدا عنها. وسجل أيضا عدم احترام العديد من المواطنين لمواقيت إخراج النفايات، حيث يسهل إخراجها في مواقيت محددة ، من مهمة عمال النظافة الذين يجمعون النفايات في الفترة الصباحية، إلا أن ما يبدو وأنه غياب ثقافة المحافظة على المحيط والبيئة جعلهم يتجاوزون تلك المواقيت، حيث يقومون بالتخلص من النفايات في أي وقت دون مراعاة جهود عمال" نات كوم"، وفي ذات السياق أعاب السكان على أصحاب المطاعم ومحلات الأكل السريع، طريقتهم في التخلص من النفايات برمي بقايا المأكولات التي تساهم الحيوانات الضالة في بعثرتها في مختلف الأماكن. وعلى مستوى شارع علي الرملي نجد المحيط يتخبط في نفس الوضعية المزرية، حيث لا يكاد يخلو كل ركن منه من أكياس القمامة والتي نجدها تنتشر في شتى الأزقة، وكأنها قطعة من الديكور مشكلة أكواما متراكمة مما يؤدي إلى انبعاث الروائح الكريهة من مختلف الأرجاء وعلى نحو يجعل المواطنين يتفادون المرور أمامها لعدم قدرتهم على تحمل تلك الروائح .. وفي سياق ذي صلة ألقى العديد من المواطنين اللّوم على عمال النظافة، حيث أكدوا أن هؤلاء لا يقومون بعملهم على أحسن وجه، الأمر الذي أدى إلى تفاقم الوضع يوما بعد يوم، نظرا للانتشار العشوائي للنفايات وانبعاث الروائح الكريهة، دون الحديث عن انتشار مختلف الحشرات الضارة، وفي ظل هذه الوضعية المزرية التي آلت إليها شوارع بوزريعة، يناشد المواطنون السلطات المحلية لإعادة النظر في المشكل وإيجاد حلول لهذه الظاهرة في أقرب الآجال قبل تفاقم الوضعية على الصعيدين البيئي والصحي.