يقدم الكاتب الروائي والشاعر عز الدين ميهوبي في روايته الجديدة "إرهابيس.. أرض الإثم والغفران"، قراءة سياسية لعالم هو مزيج من الإرهابيين والثوريين في مكان واحد. رواية "إرهابيس" صادرة في 272 صفحة عن دار المعرفة، تجمع الثوار والقتلة والديكتاتوريين وزعماء المافيا وتجار السلاح والكوكايين، يعيشون في وئام ويتعاملون باحترام، وهم أكثر ديمقراطية، وهي بذلك تجمع المتناقضات الفكرية والدينية والسياسية، حيث يعيش القاتل مع قتيله في محبة واحترام. في رواية " إرهابيس"، ينقل الراوي عن بن لادن أن " إرهابستان" هي دولة للحالمين بعالم مختلف، تمثل عالما يفوق بمواصفاته " المدينة الفاضلة" كما تحدث عنها أفلاطون، ويظهر ذلك جليا من خلال بيان تأسيس هذه الدولة الذي يقول في إحدى فقراته "قررنا هجرة هذا العالم الموبوء وبناء عالم مختلف أسميناه على بركة الله إرهابيس يلتقي فيه القاتل من أجل لقمة العيش، والمؤمن من أجل فرض شرع الله، والثوري من أجل اقتلاع أنظمة فاسدة، والديكتاتور الذي يرى القوة سبيلا للاستقرار، والمتاجر في السلاح والمخدرات لتحقيق أمنية الحق في الموت الرحيم". تتوفر دولة " إرهابيس" ، على مكتبة إرهابستان، تحتوي على أهم مخطوط وهو "بيان الإثم والغفران" وضعه كبار العائلة، وحرره فريق من الكتاب المشهود لهم بالقدرة والفهم وسلامة الفكر، ويحتوي "الإثم والغفران" على آيات قرآنية، وفقرات من الكتاب المقدس، وفقرات من الإنجيل والتوراة ووصايا بوذا وكونفوشيوس وميثاق زرادشت، وأقوال ل تشي غيفارا، وأسامة بن لادن. ومن قائمة الكتب العربية الموجودة في مكتبة إرهابيس ، سنوات الغليان والانفجار وخريف الغضب لهيكل، ومذكرات الشاذلي بن جديد، ورواية "الحفّار" لصالح مرسي، والحرب النفسية معركة الكلمة والمعتقد لصلاح نصر، وغيرها. ومن الأماكن المشهورة في "إرهابيس" قاعة سينما حمراء اللون كتب عليها "سينما الأفعى" تعرض فيلم اليوم "شفرة القيامة" وهو فيلم روسي أخرجه فاديم شميلاف يروي قصة الإرهابي جواد بن زايدي الذي نجح في إخفاء عدد من القنابل النووية الأميركية في أربع من كبريات المدن في العالم،يمكن تفجيرها من خلال شفرة من 11 رقما. وخلال الزيارة التي يقوم بها وفد صحفي من سبعة بلدان إلى دولة " إرهابيس" يلتقون الثائر تشي غيفارا وفق موعد سابق، ويتذكر غيفارا لقاءه بجمال عبد الناصر عندما قال له "عندما نواجه الموت نكون أبطالا أما إذا كنا نتجنبه فإننا سنبقى مجرد سياسيين". ولعل الحدث الأكبر في الرواية، هو المؤتمر الذي يحضره كل القادة، وفيه يتجاذبون أطراف الحديث ويعرضون رؤاهم وأفكارهم ويجيبون على أسئلة الصحفيين والإعلاميين، وهو اجتماع يديره إعلاميا غوبلز "وزير إعلام هتلر" في إطار من التسامح. ومن الاقتراحات التي قدمت للمؤتمر تدمير عشرة معالم بارزة في كل القارات، منها، برج داغ هامرشولد بنيويورك، وتمثال المسيح المخلص في ريو دي جانيرو، وبرج إيفل وتدمير البيغ بن في لندن، وتفجير برج بيزا في إيطاليا، وتدمير الأهرامات ، ولكن تشي غيفارا يعترض على هذا التدمير وينسحب من المؤتمر، ويدعو موسوليني إلى استئناف أشغال المؤتمر ويقترح ستالين مراجعة بعض الأهداف المرشحة للتدمير، بينما يرى إيغال أمير "قاتل إسحاق رابين" أن الأهداف المحددة ينقصها معلمان يرى أن العالم سيرتاح تماما لو تخلص منها هما، الكعبة وقبة الصخرة. وهنا ينبرى الظواهري للدفاع عن تلك المقدسات متهما إيغال أمير بأنه وقح وإرهابي، وتتكهرب أجواء المؤتمر، ويتهم القادة بعضهم البعض، وتحدث جلبة يرافقها إطلاق الرصاص للتأثير على نتيجة التصويت.