عرضت وزارة المجاهدين بمنتدى المجاهد، شريطا وثائقيا يبرز المسار التاريخي لرمز من رموز الدولة الجزائرية، اختصرت فيه مسار العلم الوطني الذي وُلد من زحم المقاومات، وعزّز الكاتب محمد حسن زغتيدي المكتبة الجزائرية بكتابه "العلم الوطني الجزائري دلالات رمزية ومسيرة نضالية"، وتطرق إلى المحطات التي مرتّ بها الراية الوطنية منذ الاحتلال الفرنسي إلى يومنا باعتبارها المعول الذي حطّم أسطورة "الجزائر الفرنسية". بعد عرض وزارة المجاهدين لشريط وثائقي، أمس، عرّجت فيه على المسار النضالي الذي مرّ به العلم الوطني، أخذ الكلمة الكاتب محمد حسن زغتيدي، الذي قدم مولوده الجديد "العلم الوطني الجزائري دلالات رمزية ومسيرة نضالية"، وقال أنه أخذ من عمره 11 سنة كاملة لكتابته بقراءة أكثر من 200 عنوان، وقال زغتيدي أن عرض كتابه يأتي بالتزامن مع ثلاث أعياد ذات دلالات، غزوة بدر، فتح مكة والذكرى ال53 للاستقلال، وعن هذا الرمز المقدس الذي تعددت أسمائه "العلم"، "الراية"، "اللواء"، قال المتحدث أن الجزائر تعاقبت عليها دول كثيرة، إلا أن ظهور العلم الوطني بدأ مع الاحتلال الفرنسي، وجاء من المعاناة، نحت المقاومات والنضالات، فكان مختصرا لرموز وأبعاد نضالية وجذور حضارية ومعاناة إنسانية وتضحيات استشهادية، ويحمل دلالات تحررية ومعاني ثورية. فسارت من ورائه الحركة الوطنية الثورية واستشهد في سبيل رفعه والسير ورائه الآلاف في المناسبات النضالية، ومجازر 8 ماي 1945 شهادة حيّة على ذلك. وجاءت الثورة التحريرية لتزيده عمقا أكثر في الذاكرة، فكان رمزها في الميدان، حيث معاقل جيش التحرير الوطني وفي تنظيم الشعب في المدن والتجمعات، حيث منابر جبهة التحرير الوطني، وفي العمل الدبلوماسي للحكومة المؤقتة في المحافل الدولية والهيئات الأممية والمناسبات الوطنية والثقافية والرياضية، فأكسب بذلك رموزا ودلالات جمعت ذاكرة تاريخية أكسبته احتراما ومكانة ثورية. وجاءت فكرة الكاتب لطرح هذا العنوان في المكتبة الوطنية، بعدما طلب منه تقديم محاضرة حول العلم الوطني في إحدى مدارس وزارة الدفاع سنة 2004، لكنه لما انطلق في البحث فيه، لم يجد من كتب حول الموضوع إلا محاولات تاريخية متواضعة، من عهد الدايات إلى بداية القرن العشرين دون التطرق إلى العلم الوطني الحالي، الذي جمع بين مراحل الحركة الوطنية والثورة التحريرية واسترجاع السيادة الوطنية إلا بشكل مختصر.