تخرجت، أمس الدفعة الناجية من الاعتداء الإرهابي الذي استهدف المدرسة العليا للدرك الوطني سنة 2007، والتي تضم 483 ضابط موزع على ثلاث دفعات في مختلف التخصصات، من بينهم 23 امرأة. أحيت قيادة الدرك بثكنة عبان رمضان ببلدية يسر ببومرداس حفل تخرج ثلاث دفعات جديدة لمختلف التخصصات بحضور قائد الدرك الوطني اللواء أحمد بوسطيلة وعدد من الوزراء على رأسهموزير العدل حافظ الأختام طيب بلعيز والوزيرة المنتدبة والمكلفة بالاسرة والمرأة نوارة سعدية جعفر بالإضافة الي وزير الفلاحة والتنمية الريفية رشيد بن عيسى، وكذا مجموعة من القيادات السامية لاسلاك الامن والجيش الوطني وإطارات مدنية وقضائية. جاء هذا بعدما قام قائد السلاح بتفتيشها بساحة العلم قبل أن يقلد الرتب ويسلم الشهادات للمتفوقين في الدفعات المتخرجة الثلاث الذين أنهوا تكوينهم للسنة الدراسية 20092010 بالمدرسة العليا للدرك الوطني بيسر ببومرداس، وهي الدفعة الثالثة عشر لضباط القيادة والأركان، الدفعة السابعة والثلاثون لضباط دورة الإتقان، والدفعة الثانية والأربعون لضباط التكوين التخصصي المتكونة من 258 ضابط من بينهم 17 ضابطة الذين أنهوا إمتحاناتهم بنجاح أمام لجنة مختلطة متكونة من ضباط السلاح وقضاة من المؤسسة القضائية بعدما تلقوا تكوينا نظريا وميدانيا يواكب متطلبات العصر في مجال محاربة الجريمة وحفظ النظام. وأشاد قائد المدرسة العليا للدرك الوطني " محمد سحانين " بمجهود الدولة في تسخير إمكانيات هائلة لتكوين الإطارات وتزويدهم بمختلف المعارف والمهارات، مشيرا إلى أن الجهود متواصلة من أجل الارتقاء بالمدرسة وجعلها صرحا علميا، وخزانا حقيقيا تدعم وحدات الدرك الوطني. في سياق متصل قال ذات المتحدث أن البرامج التعليمية للدفعات المتخرجة شهدت تعديلات أملتها الظروف تماشيا مع الاتفاقيات والمعاهدات التي وقعت عليها الجزائر مع بعض الدول الأجنبية كفرنسا وإسبانيا في إطار التعاون لمحاربة الجريمة المنظمة والجريمة العابرة للحدود. وتم بعدها تسليم واستلام العلم وتسمية الدفعة باسم الشهيد حوايجي بلقاسم المدعوبلقاسم المولود بمنطقة اليراع ولاية عين الدفلى والذي سقط في ميدان الشرف في سنة 1959. وتراهن قيادة الدرك الوطني على تكوين العديد من الإطارات الكفأة من خلال تخرج مئات الضباط سنويا من المدرسة العليا بيسر التي تشكل إطاراتها الأعمدة الرئيسية في جهاز الدرك، الذي أصبح اليوم يتحكم في شتى التقنيات ويواكب التطور الحاصل في ميدان مكافحة الجريمة المنظمة والإرهاب، من خلال تلقينهم طرق التحدي باستخدام أحدث الوسائل وتعريفهم بوسائل البحث ومناهج التحليل العلمي المستعملة في مكافحة الإجرام. وحسب قائد المدرسة فان الهدف من تكوين دفعة ضباط القيادة والأركان التي تتكون من 75 ضابطا هو توسيع آفاق التفكير لدى الضباط لتأهيلهم لأعمال التقييم، التحليل والاستنتاج للقضايا المعقدة التي يعالجونها، وتحضيرهم لرفع قدراتهم المهنية، والفكرية والثقافية التي تؤهلهم للتقييم السليم للأحداث وتقدير الموقف والتحليل الاستراتيجي. وفيما يخص دفعة ضباط الإتقان التي ضمت 150 متخرج فارجع سيحانين الغاية من تحديث المعارف المكتسبة من طرف الضباط من خلال تكوين قاعدي، تلقين الضباط طرق وتقنيات التحريات الجديدة، وتعريفهم على وسائل البحث ومناهج التحليل العلمي المستعملة في مكافحة الإجرام. أما دفعة الطلبة ضباط التكوين التخصصي فتتكون من 258 متخرج من بينهم 17 ضابطة، حيث يهدف هذا التكوين الذي يحضى به ضابط السلاح خلال مختلف مراحل مساره المهني وموجه وفقا للضرورات الخاصة التي تقتضيها المهنة لإيجاد توازن وسطي بين سلوك الدركي بصفته رجل قانون ومتطلبات القيادة وتطلعات المواطنين. للذكر فإن هذه الدفعة المتخرجة خصت باحتفالية خاصة بتقييم حصيلة عشر سنوات من النشاطات البيداغوجية إذ كونت خلالها 620 ضابط قيادة و1469 ضابط إتقان،2140 ضبط تكوين تخصصي و596 ضابط تكوين خاص. كما كشفقائد المدرسة، عن عدد من البحوث العسكرية والإدارية التي أنجزها ضباط المدرسة وإطاراتها خلال فترة التكوين التي استمرت لأكثر من سنتين، حيث تجاوزت ال 600 بحث أكاديمي عسكري يتناول مختلف محاور مكافحة الجريمة المنظمة، وتقنيات البحث والتحري وتحقيقات الشرطة القضائية. وعقب انتهاء الحفل طاف اللواء بوسطيلة رفقة الوفد المرافق له من المدعوين بالمعرض الذي أقيم على هامش النشاط الرسمي، حيث تم عرض مختلف الوسائل المستعملة في مراقبة الطرقات ومحاربة الجرائم والاتصال بين وحدات الدرك.