600 بحث عسكري، وتقنيات عالية لمحاربة الجريمة المنظمة والتصدي للإرهاب رفع الناجون من المجزرة الإرهابية بالمدرسة العليا للدرك الوطني بيسر التحدي أمام التهديدات المتكررة للإرهابيين وكسبوا الرهان الذي أطلقوه لإثبات ولائهم لوطنهم واستعدادهم للتضحية في سبيل علمهم. أشرف أمس اللواء أحمد بوسطيلة قائد الدرك الوطني بحضور عدد من الوزراء على رأسهم وزير العدل حافظ الأختام الطيب بلعيز وإطارات عسكرية ومدنية وقضائية، على حفل تخرج ما يناهز 500 ضابط بينهم 17 امرأة في مختلف التخصصات بالمدرسة العليا للدرك الوطني بيسر بعد ما قام بتفتيشها بساحة العلم قبل أن يقلد الرتب ويسلم الشهادات للمتفوقين في الدفعات المتخرجة. الدفعات الثلاث للضباط والطلبة الضباط للدرك الوطني أنهوا تكوينهم الدراسي لسنة 2009 - 2010 بالمدرسةوالمتمثلة أساسا في الدفعة الثالثة عشر لضباط القيادة والأركان، الدفعة السابعة والثلاثين لضباط دورة الإتقان، والدفعة الثانية والأربعين لضباط التكوين التخصصي المتكونة من 258 ضابط من بينهم 17 ضابطة أكملوا امتحاناتهم بنجاح أمام لجنة مختلطة متكونة من ضباط السلاح وقضاة من المؤسسة القضائية بعد ما تلقوا تكوينا نظريا وميدانيا يواكب متطلبات العصر في مجال محاربة الجريمة وحفظ النظام. وأشاد قائد المدرسة العليا للدرك الوطني العقيد سحانين، بمجهود الدولة في تسخير إمكانات هائلة لتكوين الإطارات وتزويدهم بمختلف المعارف والمهارات، مشيرا إلى أن الجهود متواصلة من أجل الارتقاء بالمدرسة وجعلها صرحا علميا، وخزانا حقيقيا يدعم وحدات الدرك الوطني. وذكر مدير المدرسة بالأهمية التي توليها وزارة الدفاع الوطني للتكوين العسكري، مشيرا إلى أن البرامج التعليمية للدفعات المتخرجة شهدت تعديلات أملتها الظروف تماشيا مع الاتفاقيات والمعاهدات التي وقعت عليها الجزائر مع بعض الدول الأجنبية في إطار التعاون لمحاربة الجريمة المنظمة والجريمة العابرة للحدود. وتم بعدها تسليم واستلام العلم وتسمية الدفعة باسم الشهيد حوايجي بلقاسم المدعو بلقاسم المولود بمنطقة اليراع بولاية عين الدفلى والذي سقط في ميدان الشرف في سنة 1959. وتراهن قيادة الدرك الوطني على تكوين العديد من الإطارات الكفأة من خلال تخرج مئات الضباط سنويا من المدرسة العليا بيسر التي تشكل إطاراتها الأعمدة الرئيسية في جهاز الدرك، الذي أصبح اليوم يتحكم في شتى التقنيات ويواكب التطور الحاصل في ميدان مكافحة الجريمة المنظمة والإرهاب، من خلال تلقينهم طرق التحدي باستخدام أحدث الوسائل وتعريفهم بوسائل البحث ومناهج التحليل العلمي المستعملة في مكافحة الإجرام. ويهدف تكوين دفعة ضباط القيادة والأركان التي تتكون من 75 ضابطا إلى توسيع آفاق التفكير لدى الضباط لتأهيلهم لأعمال التقييم، التحليل والاستنتاج للقضايا المعقدة التي يعالجونها، وتحضيرهم لرفع قدراتهم المهنية، والفكرية والثقافية التي تؤهلهم للتقييم السليم للأحداث وتقدير الموقف والتحليل الاستراتيجي. وفيما يخص دفعة ضباط الإتقان التي ضمت 150 متخرج فكان الهدف من تكوينها تحديث المعارف المكتسبة من طرف الضباط من خلال تكوين قاعدي، تلقين الضباط طرق وتقنيات التحريات الجديدة، وتعريفهم على وسائل البحث ومناهج التحليل العلمي المستعملة في مكافحة الإجرام. أما دفعة الطلبة ضباط التكوين التخصصي، فتتكون من 258 متخرج بينهم 17 ضابطة، حيث يهدف هذا التكوين إلى تحضير ضابط السلاح خلال مختلف مراحل مساره المهني وموجه وفقا للضرورات الخاصة التي تقتضيها المهنة لإيجاد توازن وسطي بين سلوك الدركي بصفته رجل قانون ومتطلبات القيادة وتطلعات المواطنين. وللإشارة فإن مدرسة يسر كونت 620 ضابط قيادة و1469 ضابط إتقان، 2140 ضابط تكوين تخصصي و596 ضابط تكوين خاص. وبعد انتهاء الحفل طاف اللواء بوسطيلة رفقة الوفد المرافق له من المدعوين بالمعرض الذي أقيم على هامش النشاط الرسمي، حيث تم عرض مختلف الوسائل المستعملة في مراقبة الطرقات ومحاربة الجرائم والاتصال بين وحدات الدرك كما كشف قائد المدرسة، عن عدد من البحوث العسكرية والإدارية التي أنجزها ضباط المدرسة وإطاراتها خلال فترة التكوين التي استمرت لأكثر من سنتين، حيث تجاوزت ال 600 بحث أكاديمي عسكري يتناول مختلف محاور مكافحة الجريمة المنظمة، وتقنيات البحث والتحري وتحقيقات الشرطة القضائية.