أبا الناجون من الاعتداء الارهابي الذي اقترفته الأيادي المتوحشة منذ ثلاث سنوات بمدرسة الدرك بيسر، إلا أن يكسبوا الرهان ويثبتوا جدارتهم وكفاءاتهم للتصدي لأعداء الوطن والإجرام المنظم، حيث نجحوا طيلة مدة التكوين أين تم إقحام 483 دركي من بينهم 24 أنثى لمضاعفة التعداد البشري وكلهم عزم على المحافظة على أرض الشهداء. أشرف اللواء "أحمد بوسطيلة" قائد الدرك الوطني على حفل تخرج الدفعة الثالثة عشر لضباط القيادة والأركان، الدفعة الثانية والأربعين للتكوين التخصصي، والدفعة السابعة والثلاثين لدورة الاتقان، أين قام بتفتيشها بساحة العلم قبل أن يقلد الرتب ويسلم الشهادات للمتفوقين، وقد تلقت الدفعة تكوينا نظريا وميدانيا يواكب العصر في مجال محاربة الجريمة وحفظ النظام بمدرسة عبان رمضان بيسر بولاية بومرداس. وقد ضمت الدفعة العديد من الطلبة الذي استهدفهم الاعتداء الارهابي بمحاذاة المدرسة، في الوقت الذي أجرى فيه الطلبة امتحانات الاختبار النفسي من أجل التحاقهم بعناصر الدرك منذ ثلاث سنوات، والذي راح ضحيته العديد من الشباب الطموح والساعي لتخليد ذكرى الشهداء وحماية صرح الوطن والقضاء على الإجرام المنظم وكذا الجريمة العابرة للحدود، حيث أنه ورغم الاعتداء الجبان على الراغبين في اللتحاق بصفوف الدرك، إلا أن ذلك لم يحبط من عزيمتهم لمكافحة أعداء الدولة، فيما شمل الدفعات تخرج رعايا أجنبية من مالي والنيجر وموريطانيا. وحضر حفل التخرج قيادات من وزارة الدفاع الوطني، بالإضافة إلى العديد من الوزراء كوزير العدل حافظ الأختام الطيب بلعيز ووزير الفلاحة رشيد بن عيسى وكذا المدير العام للأمن الوطني بالنيابة عبد العزيز العيفاوي، والمدير العام للحماية المدنية مصطفى لهبيري. وقد أولت قيادة الدرك الوطني أهمية بالغة للتكوين الذي تعتبره مفتاح النجاح في مجال محاربة الإجرام، وذلك من خلال التحكم في الوسائل الحديثة المتوفرة في الوحدات العملياتية، وخاصة من خلال تثمين مردودية أداء المهام والأعمال اليومية الموكلة إليها، حيث عمدت المدرسة إلى تكوين دفعة ضباط القيادة والأركان التي تتكون من 75 ضابطا لتوسيع آفاق التفكير وتأهيلهم لأعمال التقييم، التحليل واستنتاج للقضايا المعقدة وكذا رفع قدراتهم المهنية والفكرية التي تؤهلهم للتقييم الناجع للأحداث. كما ضمت دفعة ضباط الإتقان المتكونة من 150 طالب، من بينهم ستة إناث تلقوا تكوينا من أجل تحديث المعارف المكتسبة، حيث تلقى الضباط طرقا وتقنيات التحريات الجديدة وتعرفوا على وسائل البحث ومناهج التحلل العلمي المستعملة في مكافحة الإجرام، فيما شملت دفعة التكوين التخصصي 258 ضابط من بينهم 17 إناث. وقد ألقى قائد المدرسة العليا للدرك الوطني بيسر، العقيد محمد سيحانين، كلمة أشاد فيها بجهود القيادة في تسخير إمكانيات هائلة لتكوين الإطارات وكذا حرصها على تكوين معصرن لرجال السلاح، مشيرا إلى أن الجهود متواصلة من أجل الارتقاء بالمدرسة. فيما ذكّر مدير المدرسة بالأهمية التي توليها وزارة الدفاع الوطني للتكوين العسكري، مضيفا "لقد سمحت مدة التكوين بنجاح ضباط أكفاء مؤهلين لممارسة مهامهم المستقبلية بكل احترافية، وجعلهم ضباطا قادرين على تحمّل المسؤولية وتطبيق القوانين وحماية الوطن والمواطن في كل الظروف، خاصة في مكافحة الجرائم العصرية والجرائم المنظمة التي أصبحت تستعمل فيها أرقى الوسائل التكنولوجية". كما كشفت مصالح الدرك الوطني أن مدرسة عبان رمضان كوّنت خلال العشر سنوات الأخيرة، 620 ضابط قيادة وأركان و1469 ضابط إتقان و2140 ضابط تكوين تخصصي، بالإضافة إلى 596 ضابط تكوين خاص. وسميت الدفعة باسم الشهيد البطل حوايجي بلقاسم، المولود بمنطقة اليراع ولاية عين الدفلى والذي سقط في ميدان الشرف في سنة 1959.