تحضر دار الثقافة لولاية أدرار بالتنسيق مع كلية الآداب واللغات بجامعة الولاية لتنظيم الملتقى الوطني الخامس للكتابة السردية "السرد والصحراء" بعنوان (المرأة الصحراوية في السرد الجزائري المعاصر) أيام 15 16 17 نوفمبر المقبل. من بين ما ذكرته ديباجة هذا الملتقى، يأتي السرد متربعا على دنيا الإبداع الأدبي، في تصوير جمالي لحياة مجتمعات تقوم على سلوك تنظيميي متفرد في مختلف الأصعدة، خاصة الاجتماعية منها لما لها من شديد الصلة بالمعتقد العرفي، هذا السلوك التنظيمي يخص الأرياف والقرى والمداشر أوما يعرف في الصحراء بالقُصُور، وأبرز ما يميزه طابعه الديني المحافظ، كعرفٍ تقليديِ متوارث عن الأجداد دأبت المجتمعات الجزائرية عموما والصحراوية خصوصا أن تعيش على تعاليمه، حتى أصبح مع توالي الأيام قانون مجتمع، فإن شذ بعضهم عنه رد به إليهم، إن السرد الجزائري في بداية نشأته مرتبط بتشخيص الأحداث الاجتماعية المعيشة، من منطلق أنه تعبير عن واقع مليء بالتناقضات التي تجعل الفرد الجزائري في تضاربِ مستميتٍ مع نفسه، ولعل المرأة من منطلق أُنثوِيتِها أَوْلَى بُؤَرْ التوتر، فلا يجوز لها أن تخالف ولا يحق لها ذلك حتى ولوكانت صائبة في مُرادها، إن المرأة كَتِيْمَةٍ جماليةٍ في السرد الأدبي لا نلمحها في عمل إبداعي واحد، ولا لدى مبدع واحد، ولا حتى في اتجاه سردي واحد، بل تتظافر الأقلام وتلتحم الأفكار والرؤى لتشخيص صورتها الحقيقية بكل فنية وجمالية، ذلك أنها مُلْهِمَةُ المبدعين السُّرادْ لِفَتْكِ مشاهِدَ الأحداثِ وصياغةِ الحُبَك ونجاعة الحوار في أعمالهم، من خلال رسم همومها ومشاكلها وصبرها وكونها مصدر الحب والسعادة من جهة، وبين ظُلْمِ العُرْفِ وحَكَامَتِه، ورَأْفَةِ التَّحَضُّرْ وجرأته، يأتي السَّرْدُ الجزائري بمفارقاته الجمالية ليُنْصِفَ المرأةَ الصحراوية كَخَيْرَ مُحْتَكَمٍ في محكمة الإبداع الأدبي، خاصة وأنها أثبتت حضورها القوي على نحومُغايرِ ما عُهٍدَتْ عليه قَبْلا، مُسَجِيَّةً أُنُوثَتَها بالفكر والمعرفة وشتى المزايا الإنسانية. يقوم الملتقى على خمس محاور هامة منها، "صورة المرأة في الدين الإسلامي" القصص القرآني، السيرة النبوية،المرأة في الأدب العربي القديم، السرد النسوي بين ذاتية الأنوثة وموضوعية الحركة النقدية الحديثة والمعاصرة في الجزائر، الأنا والآخر في السرد الجزائري بين الصراع والعشق، ثم المرأة الصحراوية في الخطاب السردي الحديث والمعاصر في الجزائر.