من أخطر الباشآغات الجزائريين المساندين لفرنسا خلال الثورة التحريرية، الباش آغا بن قانة، المشتهر بقصه "آذان الثوار" الذين يقعون في كمينه فيقتلع آذانهم ويضعها في قفّة ويسلمها لقادة الإستعمار، حسب المؤرخ علي فريد بلقاضي. وحسب الأستاذ بلقاضي، قدم بن قانة للجنرال "نيغريي" خاتم القائد الثوري فرحات بن سعيد وأذنيه ولحيته، بعد أن سقط في كمين بمنطقة أولاد جلال، فكان الأمر صدمة بالنسبة لابنه علي باي، الذي نجا من كيد البوازيد الموالين لبن قانة والحكومة الفرنسية، وانتقل إلى سطيف للقاء الجنرال "سيلاق". وقام أحد أفراد العائلة، خالد بن قانة، إثر معركة دامية دارت بينه وبين الثوار الجزائريين، بتقديم رايتين كان فرسانه مزقوا ثالثها، إضافة إلى كيسين بهما 900 أذن مقطوعة من جثث الثوار الذين سقطوا في المعركة، فقام قائد قسنطينة بإرسال تقرير إيجابي لحكومته بفرنسا يشيد فيه ب"إنجازات" بن قانة الذي كرمته الحكومة الفرنسية على خدمته ووفائه لها. في حفل الملك المحتفل به في الفاتح ماي، استقبلت عائلة بن قانة، الجنرال غالبوا، بطلقات من المدافع المسترجعة من ميدان المعركة، واستلم بن قانة صليب ضابط ومكافأة قيمتها 45 ألف فرنك. وتولت عائلة بن قانة وفرسانهم حكم الزعاطشة بمساعدة جيش الجنرال "هربيون"، حيث قطعوا رأس القائد بوزيان وملازمه الأول سي موسى الدرقاوي كغنيمة حرب وقربان يتودد به لفرنسا. ويحوز المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي بباريس، آذنا، أشلاء اسودت بفعل الزمن، والمسجلة بين الجماجم والرؤوس المحنطة في سجل رسمي، بفرنسا، "دولة حقوق الإنسان" يقول الأستاذ بلقاضي، آملا أن "يسمع نداءنا فتسترجع أشلاء الثوار الجزائريين المحفوظة حاليا بمتحف باريس، وتحفظ بكرامة بالجزائر". للإشارة فإن الأستاذ علي فريد بلقاضي مختص في التاريخ والأنثروبولوجيا له مؤلفات منها بوبغلة، السلطان صاخب الأتان الرمادية وثورة الأشراف بدار ثالة للنشر، الجزائر.