دان وزير النقل الألماني الكسندر دوبرينت أمس "الإخفاق الكامل" للاتحاد الأوروبي في السيطرة على حدوده الخارجية في مواجهة تدفق اللاجئين وطالب "بإجراءات فعالة" في هذا المجال. وقال دوبرينت في بيان "من الضروري اتخاذ إجراءات فعالة لوقف تدفق" المهاجرين في مواجهة "الإخفاق الكامل للاتحاد الأوروبي" الذي "لم تعد حماية حدوده الخارجية تعمل". وأضاف ان ألمانيا "بلغت الحدود القصوى من قدراتها" على استقبال اللاجئين. وتواصل تدفق المهاجرين على المانيا عبر ميونيخ التي اعلنت انها وصلت الى "الحد الاقصى" من طاقتها على استقبال اللاجئين وذلك غداة اطلاقها نداء لطلب المساعدة لايوائهم مؤكدة انها "لا تستطيع هي وبافاريا التصدي لهذا التحدي الكبير بمفردهما". ودعا مفوض الاتحاد الأوروبي للشؤون الرقمية غونتر أوتينغر لإعادة تنظيم الخدمات المقدمة لطالبي اللجوء في ألمانيا في ظل أزمة اللجوء الحالية. وشدد أوتينغر في تصريحات لصحيفة "فيلت أم زونتاج" الألمانية الأسبوعية في عددها الصادر أمس على ضرورة تعديل هذه الخدمات بحيث يكون هناك تقارب معين في الخدمات في دول أوروبية أخرى. واستدرك أنه بالطبع لا يمكن أن تكون الخدمات المادية والعينية متطابقة تماما في الاتحاد الأوروبي. وقال: "ولكننا بحاجة لتنسيق معين للخدمات المادية لطالبي اللجوء في أوروبا؛ لأن الاختلاف الشديد داخل الاتحاد الأوروبي قد يمهد لحوافر خاطئة ويثبت عدم معقولية التوزيع وفقا لحصة ثابتة على جميع الدول الأوروبية". وأعرب المفوض الأوروبي عن تأييده لتطبيق نظام "حصص مرنة" عند توزيع اللاجئين المخطط له في أوروبا، وقال: "لاسيما الدول الأصغر التي لديها خبرة محدودة في التعامل مع اللاجئين حتى الآن، لابد أن تحصل على وقت كاف حتى تنجز نظام الحصص بشكل فعلي". وتابع قائلا: "عندما تثبت دولة أنه لا يمكنها توفير إقامة فورية للعدد اللازم من اللاجئين، ولكنها تعمل على إجراءات البناء الضرورية، يتعين على بروكسل والدول الأخرى الأعضاء حينئذ تحمل ذلك لفترة مؤقتة". وقال وزير التنمية الدولية إن كندا ستنشئ صندوق اغاثة لحالات الطوارئ من خلال التبرع بمبالغ تضاهي تبرعات الكنديين وذلك لمساعدة اللاجئين في مناطق الصراعات في الشرق الأوسط. وستقدم الحكومة مبالغ تضاهي المساهمات التي تم التبرع بها للمؤسسات الخيرية الكندية المسجلة والتي تصل إلى 100 مليون دولار كندي (75.43 مليون دولار). وقال الوزير كريستيان باراديس في مؤتمر صحفي في اوتاوا "ستستخدم هذه المبالغ للمساعدة في توفير الاحتياجات الأساسية للاشخاص المتضررين من الصراعات في المنطقة ويشمل ذلك توفير المأوى والطعام والرعاية الصحية والمياه بالاضافة إلى الحماية والتعليم الطارئ. وأضاف "سيستخدم الصندوق لتقديم مساعدات في بعض الدول التي يتوقف فيها اللاجئون." وتعرضت الحكومة الكندية لانتقادات بسبب تعاملها مع ازمة اللاجئين بعد أن جرفت المياه جثة طفل سوري على احد الشواطئ التركية. واتضح ان عائلة الطفل كانت ترغب في الهجرة إلى كندا. وأثر هذا الحادث على مساعي رئيس الوزراء ستيفن هاربر لاعادة انتخابه. استمرار تدفق المهاجرين وتظاهرات مؤيدة ورافضة وتواصل تدفق المهاجرين على المانيا عبر ميونخ في الوقت الذي شارك فيه عشرات آلاف الاوروبيين السبت في تظاهرات جابت العديد من العواصم والمدن الاوروبية من لندن الى كوبنهاغن دعما للاجئين الا ان آلافا اخرين خصوصا في وارسو وبراغ نزلوا الى الشارع ايضا مطالبين بالحد من هذه الهجرة. ووصل تسعة آلاف لاجئ مع بداية مساء السبت الى ميونخ بحسب السلطات المحلية التي توقعت وصول "حتى 13 الف" لاجئ قبل نهاية يوم السبت. وبذلك فان ميونخ بوابة الدخول الى "الجنة الالمانية" في طريقها الى معادلة رقم قياسي لعدد اللاجئين في يوم واحد سجل الاحد الماضي، ما اثار قلق السلطات حول قدراتها على استقبال هذه الاعداد الكبيرة في وقت قصير. وفي لندن سار عشرات الاف البريطانيين في تظاهرة دعم للاجئين وراء لافتات مثل "نعم لفتح الحدود" و"اللاجئون الى الداخل والمحافظون الى الخارج"، لمطالبة حكومة ديفيد كاميرون بانتهاج سياسة استقبال اكثر ليونة مع اللاجئين. وقال الرئيس الجديد لحزب العمال البريطاني جيريمي كوربن في كلمة القاها امام المتظاهرين ان "هدفنا يجب ان يكون ايجاد حلول سلمية لمشاكل هذا العالم"، مضيفا "لدينا مسؤولية بصفتنا دولة موقعة على اتفاقية جنيف لضمان الرعاية والدعم لهؤلاء الناس (اللاجئون)". وفي الدنمارك التي تسعى سلطاتها الى وقف تدفق المهاجرين، سار نحو ثلاثين الف شخص في شوارع كوبنهاغن دعما للمهاجرين كما سار مئات اخرون في مدن دنماركية اخرى. وفي مدريد كان المتظاهرون الداعمون للهجرة بضعة الاف ونحو الف في كل من استوكهولم وهلسنكي ولشبونة. في فرنسا كان عدد المشاركين قليلا فجمعت تظاهرة نيس في جنوب البلاد نحو 700 متظاهر بينما لم تجمع تظاهرة باريس سوى مئة شخص.