يستقبل الرئيس الاميركي باراك اوباما نظيره الصيني شي جينبينغ في 25 ايسبتمبر في البيت الابيض في ذروة توتر شديد ومتزايد بين القوتين الاقتصاديتين الكبريين. واعلن الناطق باسم البيت الابيض جوش ارنست ان اوباما وزوجته ميشال اوباما سيستقبلان الرئيس تشي وزوجته بينغ ليوان نجمة الغناء المعروفة في بلدها "على عشاء دولة رسمي مساء الخامس والعشرين من سبتمبر". ويأتي هذا الاستقبال الحار بعد زيارة مماثلة قام بها الرئيس الاميركي الى الصين في نوفمبر 2014. ويعد شي احد اقوى القادة الصينيين منذ عقود لكن رؤيته لتحقيق "حلم صيني" واعادة بلده الى مصافي الدول العظمى يواجه صعوبات اقتصادية. فبعد عقود من النمو الاقتصادي الكبير، يبدو ان الاقتصاد الصيني يعاني من الضعف في وضع ينعكس على العالم، بدءا من تباطؤ التجارة الى تراجع شامل لاسواق المواد الاولية. وقال ارنست ان هذه الزيارة ستشكل فرصة "لتعزيز التعاون الصيني الاميركي" و"البحث في نقاط الخلاف بطريقة بناءة"، في اشارة الى سلسلة من القضايا من الهجمات المعلوماتية الى مطالب بكين بجزر في بحر الصين. وقبل هذه الزيارة، حذر الرئيس الاميركي من ان مستوى الهجمات المعلوماتية من الصين "غير مقبول" بينما تحدث مسؤولون عن امكانية فرض عقوبات على بكين. وقال اوباما انه يمكن للصين ان "تختار ان يتحول ذلك الى مجال للمنافسة (...) لكنني اؤكد لكم اننا سننتصر اذا اضطررنا لخوضها". وقد طورت الصينوالولاياتالمتحدة على حد سواء قدرات الانترنت في الامن وجمع المعلومات. وكانت واشنطن اتهمت بكين باختراق ملفات حكومية اميركية لملايين الموظفين بعضهم على مستوى عال جدا. وتابع ارنست "كنا واضحين بالقول ان الولاياتالمتحدة لا تشارك في اي نوع من النشاطات الالكترونية التي تحقق تحقق ارباحا مالية كبيرة للشركات الاميركية". واضاف "هذا بالتحديد نوع السلوك الذي عبرنا عن قلقنا منه بشأن الصين". وعبر البيت الابيض ايضا عن قلقه العميق من التحركات الصينية في اطار مطالبة بكين باراض في بحر الصين الجنوبي والشرقي. وكان ادميرال صيني قال خلال الاسبوع الجاري ان بحر الصين الجنوبي يعود الى الصين لانه يحمل اسمها. وتطالب الصين بتسعين بالمئة من بحر الصين الجنوبي مثيرة بذلك غضب فيتنام والفيليبين وتايوان وماليزيا وغيرها. وقد قامت بتحركات لتحقيق هذه المطالب. وتقول وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) ان بكين تمكنت من كسب 1200 هكتار من الاراضي الصناعية في بحر الصين الجنوبي بفضل اشغال هائلة للردم وبناء جزر اصطناعية. ويفترض ان يبحث شي ايضا قضية تثر توترا كبيرا هو تحكم الصين بعملتها مما يؤدي برأي واشنطن الى خلل كبير في الميزان التجاري لمصلحة الصادرات الصينية. لكن مسؤولي الشركات الاميركية الكبرى دعوا اوباما وشي الى التركيز على الجانب الايجابي وتحقيق تقدم بشأن اتفاق لضمان الاستثمار الثنائي. فقد وجه 94 من هؤلاء المدراء رسالة الى اوباما ليؤكدوا ان اتفاقا يتسم "بنوعية عالية" يمكن ان يكون له "تأثير فوري وعملي على كل من اقتصادينا". وبين الموقعين وارن بافيت من مجموعة بركشير هاثاواي وتيم كوك (آبل) ومارك زوكربرغ (فيسبوك) ولويد بلانكفين من مجموعة غولدمان ساكس. ويمكن ان يؤمن اتفاق بشأن الاستثمار تبادل دخول الشركات الاميركية والصينية الى اسواق البلدين بشكل افضل. لكن المفاوضات تتعثر بشأن استثناءات في قطاعات من المصارف الى الصناعات الجوية.