ما تزال معاناة سكان حي الشانطي ببن طلحة ببلدية براقي متواصلة نظرا للنقائص والمشاكل الكثيرة التي تشهدها وضعيتهم السكنية المتردية في ظل غياب أدنى شروط العيش الكريم مطالبين من السلطات المعنية الإسراع بترحيلهم إلى سكنات لائقة قبل أن يتأزم الوضع وينفجر، وحسب أحد القاطنين فقد أكد للجزائر الجديدة أن 100 عائلة سكنوا المنطقة منذ سنة 1996، بسبب الأزمة الأمنية التي شهدتها المنطقة، وقاموا باستغلال هيكل احدى البنايات التابع للتعاضدية غير المكتمل وبعد ذلك قام هؤلاء بإتمام عملية البناء وفقا لامكانياتهم الخاصة، وأقاموا بالبناية دون ماء ولا كهرباء، وغاز طبيعي ولا حتى قنوات الصرف الصحي، مما حول يومياتهم ومع مرور السنوات إلى جحيم حقيقي. وفي سياق حديثهم للجزائر الجديدة أكدت إحدى العائلات أن معاناتهم تبدأ من غياب غاز المدينة، هذه المادة الحيوية التي تعتبر أولى الضروريات الواجب على السلطات المحلية توفيرها بمنازلهم، فهم ينتظرون إلى غاية اليوم المشروع الذي يكفيهم المعاناة الدائمة مع قارورات غاز البوتان، نظرا للأهمية التي تكتسبها، هذه المادة التي يتزايد الطلب عليها خلال فصل الشتاء، مؤكدين أن غيابها عن شققهم جعلهم يعانون الأمرين، أثناء تنقلهم لجلب قارورات غاز البوتان، هذه الأخيرة التي يضطرون لقطع مسافات طويلة للحصول عليها، مما أثقل كاهلهم وزاد من حجم مصاريفهم. غياب الأمن هاجس يؤرق العائلات من جهة أخرى تحدث السكان عن مشكل غياب الأمن بالمنطقة، الأمر الذي جعل التعرض للاعتداءات والسطو على ممتلكاتهم كابوسا يطاردهم كلما حل الليل لا سيما وأن جماعات من الشباب المنحرف حولوا بعض مداخل البنايات إلى أماكن للالتقاء والتجمع ، للقيام بالأعمال اللاأخلاقية على غرار تعاطي المخدرات واحتساء الكحول، ناهيك عن التلفظ بالكلام البذيء الذي يقع على مسامع السكان، دون أن يتجرأ أحد على طردهم أو العراك معهم، وذلك لكونهم يحملون أسلحة بيضاء، وأمام غياب الخيار البديل يضطر القاطنون تجنبهم بإغلاق النوافذ والأبواب بإحكام. أطنان النفايات تتراكم وسط البنايات وفي سياق آخر أشار السكان في حديثهم إلى مشكل لا يقل أهمية عن سابقيه ويتمثل في الأوساخ المتراكمة وسط البنايات وبالقرب منها ليزداد الوضع تأزما وتعقيدا بعد توافد جماعات أخرى من السكان واقامتهم ببيوت قصديرية على مستوى الحي مما تسبب في تراكم أطنان من النفايات، فضلا عن قنوات الصرف الصحي التي تصب بشكل عشوائي في المكان مما تسبب في انبعاث الروائح الكريهة وعلى بعد عدة أمتار، الوضع الذي دق بشأنه قاطنو الحي ناقوس الخطر نظرا للعواقب الوخيمة التي يمكن أن تنجر عنها على غرار إصابة العديد من السكان بأمراض مزمنة، فالوضع المتعفن تسبب في تدهور الحالة الصحية لأغلب السكان الذين صاروا يعانون من مختلف الأمراض الجلدية والتنفسية مشيرين إلى ان كل من يقصد الحي سرعان ما يلاحظ أن سكانه يقطنون وسط مفرغة عمومية تعج بالجرذان والحشرات الضارة. ومن هذا المنطلق يناشد قاطنو حي الشانطي ببراقي السلطات المحلية التدخل العاجل بايجاد حل للوضع الكارثي الذي يتخبطون فيه من خلال ترحيلم وانقاذ أطفالهم من كارثة صحية وبيئية لا يحمد عقباها.